ينتشر المسيحيون في جميع دول العالم ويشكلون الأغلبية السكانية في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا وجنوب أفريقيا وشرقها بالإضافة إلى وسطها، وتعتبر المسيحية أقلية في آسيا فقط، مع وجود مناطق شاسعة كالفيلبين وروسيا والقوقاز ذات غالبية مسيحية، كما يوجد في آسيا الوسطى والشرق الأوسط تجمعات كبيرة للمسيحيين غير أنها تحلّ ثانيًا بعد الإسلام. وتعتبر الولايات المتحدة الإمريكية أكبر دولة مسيحية من حيث عدد السكان يليها كلاً من البرازيل والمكسيك. إذا المسيحية متمركزة في الغرب بشكل عام.
الكريسمس ( The christmas) هو ذكرى عيد ميلاد يسوع المسيح كما يعتقد المسيحين وهو اهم الأعياد عندهم بعد عيد القيامة ويكون ليلة 25 ديسمبر تقريبا من كل سنة ويختلف عن عيد راس السنة الذي يكون في نهاية السنة الميلادية ليلة 1/1 (يناير) من كل سنة ميلادية فيحيون تلك الليلة بالاحتفالات والفرح وتتزين المدن والشوارع والمحال وتنتشر مظاهر البهجة في كل مكان.
لن أسهب في هذا العيد المسيحي السنوي فهو يخص المسيحيين وحدهم. جيراننا وشركائنا في الوطن وهم موجودون معنا منذ زمن ونعتبرهم نحـن المسلمون اهـــل ذمـــــه لهم حقوق وعليهم واجبات ولهم دينهم ولنا دين .( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ).
انا هنا لا امتدحهم ولا اذمهم. وكلنا يعرف ما وصل اليه الغرب الأكثر اعتناقا للمسيحية من تقدم وتسيد للعالم لا ننسبه طبعا لما يؤمنون به فالغرب علماني (لا ديني) بالأساس وينص على هذا في دساتيره. ومن المؤكد أنه لم يتفوق في كافة المجالات عبثا فقد اخذ بسنن الكون ونواميسه التي اهملناها. فاجتهد وعمل وثابر. ولنكن منصفين ولا يجرمنا شنئا نهم على الا نعدل يقول الله تعالى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
ومن يتحدث عن الكريسمس وينتقده الأولى به أن ينشغل بما نعاني منه نحن. هؤلاء القوم يحتفلون لمناسبة يعتقدونها ويؤمنون بها وتكون بعد جهد وعمل وانتاج طوال السنة بخلاف ما نحن عليه فما نشاهده في شاشاتنا العربية الإسلامية من احتفالات وما يصاحبها من صخب ومهرجانات ومسابقات لا طائل من ورائها يكاد يكون كل ليلة تقريبا فتتزاحم عندنا البرامج الترفيهية بمناسبة وبدون مناسبة وبلا مبرر وكأنها تتويج لخيبتنا. فقط احتفال لمجرد الاحتفال والوناسة وسعة الصدر.
لا نلوم على المسيحيين فهذا دينهم ومعتقدهم ولكل ديانة طقوسها الخاصة بها. اعلامنا المرئي في المجمل يشجع على الغناء والرقص وكأنه ما ينقصنا وما نحتاجه. فيعطي للبرامج الهامشية مساحات زمنية واوقات ذروة مهمة. فلننشغل بعيوبنا ونسعى لإصلاح احوالنا وان كان عندهم كريسمس ليلة واحدة في السنة فنحن كل ايامنا كريسمس.
فيصل محسن سعيد – مقال كلاود
-
فيصل محسن سعيدكاتب هاوي