ماذا أكتُب عِندما ينتحِر القلم و يبدواْ كــ أله لا تعرِف لها نَكْهَه و كأنها مِطواعَه لا يُعرَف لها نسبيه و لا تناسُب و ترَى النفس كما القلم لا تهوَى نفسُها فــ كم لا تبدواْ كما لابُد أن تبدواْ مُرتِله مُفَكِرَه سابِحَه مُحَلِقه سماءًا عازِفه لحنًا شجيًا فِى ذِكرَى لِــ حبيبٍ غائب تنتَظِرُه كما تنتَظِر الورده الندَى يُداعِبُ ثغرها طرِبَه تستهوِى الفكره و تنبُت فيها الزهره و يتنسَّم النسيمُ بِـ عبير الحِكمه .
و هُنا ينزِف إستقامة عِلمِه فيراهُ العبَثِى قد أورث الأرض خطايا و هُنا القلم يعلمُ ذاك و لكِن ذاك العبثِى لا يعرِف معنَى المعنَى و يَقدِرُ قَدر العِلم الذِى خَطَهُ القلم و قَدر البشريه فِى ذاك الوقت أنَّ لها فصول و حِكمَتُها هِيَ الباعِثَه على إسترداد الأسرار كَي تنعَم ملامِح الأفكار نغمًا يَطرُبُ الأذان فتجِد المُفَكِر يرَى نزفَه مُتناغِم كـ لوحة رسَّام أشار لِـ العبثيه فِى عِلم يُتدارَس لِمن كان لهُ قلب و يهوَى الكلِمه إيمانًا أنها الحكمه وسط ظلام الطُرق .
و تجِد الشرود المُتلاحِق يهتِك خلاجاتِه و يختالُ أفكارِه و يغتالُ تصورِه فــ يُرديهِ قتيلًا سابِحًا فِى ذاك العبث الأحمق فِى تعقُل لا يعيهِ سوَى المُتَفَهِم أرضًا كــ صحراء تستجدِى فيها الماء فلا تجِد سِوَى ذاك الفِكر الذِى يروِى عطشك حين إستنشقت عبير الزَهر فـ أثمرت و كانت لك النجاهُ بِــما فَكرت و أبدعت فكانت لوحاتِ عُمرِك مُدَوَنه على أثارِ وَرَقِك تبعثُ رائحة الرياحن سلامًا على صدور الزمان .
هُنا تبدوا غمامه على القارِىء و هذا ما قصدهُ ذاك العاقِل الذِى يمتلك الحكمه فقد أيقظ المُشكله فِى صدر العاقِل و لا ريب أنَّ الأنسان مِن طبعِه الفتور و التناسِى و الشرود لِذا ثمرة الوعِى تنضُج حين فِكر يرتوِى مِن الحكمه و البصيره فِى بحور العِلم كما الزهور تُرَى فِى الربيع ظهور .
و الأنسان بِطبعِه تاره ينتبِه لِلعقل و تاره لِلقلب و تاره لا لِذاك و لا لِذاك ذاك التنوع سُنه يتنقل الأنسان بين سطورِها تِلك الدُنيا التِى تُشبِه كتاب لا يشتمل ولادة نبته واحِده بل حدائق تاره لها ثِمار و تاره تجدُب أفكار زارِعيها.
و ها هو الواقِع أوضَح مُشكلته بِخط القَلم مِن شرودِ الحِكمه و ما تُلاحِقُه مِن أزمات تودِى بِالأفراط أو التفريط على وضوح المعلومات و التبيان و هذا أشدُ ألمًا مِن الجهل الذِى يُعذَر بِهِ المرء فتكون الساحه مؤلِمَه بِفقدان الثقه و الحقيقه هُم مَن مسخوها بِعقولِهِم الرَّثَه حيثُ تتهاوَى الأُمور و تضيع وَسَط لُغات غير مفهومَه لِمفهوم الثوابِت و هُنا يَشرُد العِالِم و يبعِد و يتلمس وريقات الحقائق مُتمتِمًا بِثبوتِها حين يأتِى الأدراك الذِى لا يؤتَى إلا بِحدوثِ الخرابِ العام فينتبِهوا لِلقواعِد حيثُ الألتزام .