إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي

أريام أفكاري

  نشر في 11 يونيو 2016 .

اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان هكذا ترى الأريام الصحابي الجليل عبدالرحمن بن صخر الدوسي المكنى بأبي هريرة وهو يدعو الله ، فلابد أن أبا هريرة علم من رسول الله صل الله عليه وسلم شر قادم في تلك السنوات العجاف وتحقق بشارات النبي يزيد الذين آمنوا إيمانا ويثبتهم ويرسم لهم طريق النجاة ولا يزيد المنافقين وأهل الضلال إلا ضلال .

في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة والصدقة غرامة والشهادة بالمعرفة والحكم بالهوى .

صدق رسول الله صل الله عليه وسلم .

هنا في الستين تعصف فتن أشد مما سبق ويتولى الصبيان زمام الأمور بتولي يزيد بن معاوية وفي عهده يستشهد الإمام الحسين وكثير من أهل بيت النبوة وتنتهك حرمة آل النبي وتنتهك حرمة المدينة المنورة وتسيل الدماء الطاهرة في مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم وتنتهك حرمة الكعبة من أجل تثبيت العروش وتربية الكروش .

إستجاب الله لأبي هريرة فلم يشهد إمارة الصبيان ولكن أريامي ضربت صفحات التاريخ لتقف عند تلك الفترة فقد تم فيها تولية الصبيان على حساب الكبار في تصديق لحديث الصادق الأمين ، وهنا وقفت أريامي في كربلاء ودماء الإمام الحسين تطهر ماء الفرات لتقلب بعض الصفحات من التاريخ ، فها هو الصديق لا يورث الحكم لأحد من أولاده والفاروق عمر كان ابنه عبدالله من أعلم وأتقى الصحابة ومع ذلك تركها شورى لستة لا يوجد فيهم ابنه ، فهل يعقل أن تلصق بهما تهمة إغتصاب الحكم ؟؟

هناك أمير المؤمنين عثمان يقتل مظلوما على مصحفه حقنا للدماء وأمير المؤمنين علي يطلبه الناس ويضعون البيعة في عنقه والفتنة تضرب الأمة فيسعى لجمع الكلمة وتوحيد الصف حتى إستشهاده رضي الله عنه ، ومن بعده يبايع الإمام الحسن خامس الراشدين فيرى الصلح مع معاوية ويجمع الصف في عام الجماعة ، ثم تكون ولاية يزيد وتنفك عرى الدين وتتحول الرسالة إلى كسراوية وسلطة ، ويقرأ القرآن إما منافق هو به كافر أو فاجر يستأكل به أو مؤمن يقيم حدوده ، وتتحول الأمانة إلي غنيمة فتضيع الأمانات ، والصدقة تتحول إلى عبء وغرامة وتكثر شهادة الزور ويحكم الهوى وصدق من لا ينطق عن الهوى ، وهنا تختلف الصورة عن تلك التي صالح عليها الإمام الحسن معاوية ، فلا يزيد هو معاوية ولا حال الناس مع يزيد هو حالهم مع معاوية ورسالة الإسلام الحقيقية تتوارى خلف الدنيا ومطامعها وملكها وتنتهك كل المقدسات ، وهنا يعلنها الإمام الحسين ثورة ليست من أجل إمارة ولا سلطة ولا إمامة سياسية بل كما قال هو رضي الله عنه وعليه السلام :

إني لم أخرج أشراً ، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي .

إنه الحسين يا سادة كأخيه وأبيه يحملون الرسالة وفضلا عن النسب الشريف فالنسب وحده في الإسلام لا يقيم وزنا ولا يكتب أفضلية بل الإنسان هو من يكتب مكانه وها هو سيد الشهداء بدمه الطاهر ينتصر وفق موعود الله فالنصر وفق مراد الله يختلف عن الإنتصار بالمفهوم البشري ، دم حسين بث الحياة في الراية المحمدية من جديد ولقى ربه شهيدا مع خيرة أهل بيته وظلت دعوته ورايته مرفوعه وستظل هي راية الإصلاح مهما حاول اللصوص والمدلسين والمغفلين هدمها بالحقد والبدع والكراهية

الإمام الحسين الذي يحمل الطعام ويمد يد العون ويعلن الحب ويطلب الدين ولم يطلب الدنيا .

وقفت الأريام لتشهد ماء النهر يتطهر من دنس تلك المرحلة بفيض دماء سيدنا الحسين وآل بيته ومن ثبت معه من الأطهار الذين أدركوا أنها مصارعهم تناديهم فلم يجبنوا ، وحموا الراية بدمائهم الطاهرة ، لم تتمالك الأريام نفسها وإنفطرت من البكاء على عجزها عن نصرة راية الحق وعادت للحاضر لتشاهد السفلة يحملون زورا رايات الكذب والحقد والتدليس بإسم الحسين وزينب لينتهكوا الأعراض ويهدموا المساجد ويحرقوا المصاحف ويخوضون في أشرف عرض هو عرض النبي ويتهمون حملة راية الحق وبخاصة الفاروق الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس ويعادون العربية والنبي عربي وحسين عربي فوالله هي دعوى يزيد والحسين منها براء .

إستشهد الإمام الحسين ودينه هو دين أبيه وأخيه وجده ودين الراشدين من قبله فمع كل تلك الفتن ما كانت المذاهب قد ظهرت وإن حدثت الفرقة السياسية لكن حتى تلك المرحلة ربما لم تظهر غير طائفة الخوارج وحتى هؤلاء كانت آفتهم قلوب لا يعقلون بها أما الدين ومصدره وثوابته مازالت واحدة .

إستمرت أريامي في البكاء على راية سيدنا الحسين المسروقة والتي ترتكب تحتها الموبقات ، فقد مات شهيدا مظلوما على الحق وغدر به من بايعوه ويبدو أنه قدرا أن يغدر برايته أحفاد من باعوه وهنا لا أعني أحفاد النسب بل أحفاد المنهج ، وعلا سليل الأريام بكاء مرددة ، اللهم صل على محمد وآل محمد وعليك بكل من كذب ودلس عليهم أو أهان مكانتهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده . 


  • 1

   نشر في 11 يونيو 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا