تولى أغسطس وكل من خلفه من الاباطرة القيادة العليا للجيش الروماني فضلاً عن قيادة الأسطول البحري الروماني، ، كان تيبيريوس اقسى قواد زمانه واقدرهم ، نال بذلك اعجاب جنوده وتعلقهم به ، لأنه كان يعني بكل شؤونهم ، فضلاً عن كسب المعارك بفنه اكثر مما يكسبها بدماء جنده( ).                                                                    رفض الإمبراطور تيبيريوس لقب (ابو البلاد)()، ولم يستعمل لقب الإمبراطور الذي قال عنه :(انا مالك لعبيدي و امبراطور على جنودي و زعيم بقية افراد الشعب ) فضلاً عن عدم قبوله تقديم الولاء له كل سنة ، و لم يتقبل منصب القنصل الإ ثلاث مرات().

ومن السمات شخصية الاخرى أنه لم يعزو الى نفسه مجد الظفر في ميدان القتال ، وان كان من القادة المحنكين ، وقد بسط لواء السلام على الإمبراطورية واحتفظ به منذ العام الثالث من حكمه ، فضلاً عن واجبات الامبراطور في الدفاع عن الامبراطورية وتزويد القوات المقاتلة بالسلاح والعتاد ن فضلاً عن توفير اسباب مهامها ورسم خطط انتشارها ، فضلاً عن إخضاعها لسيطرته ، وان قيام الجيش بمسؤولياته في الدفاع عن روما ، وعلى هذه القدر من الكفاءة ليقيم الى حد ما كان عليه قواده من مقدرة وسمعة طيبة.

ويبدو ان تيبيريوس عمل وفق وصية الإمبراطور أغسطس التي اشار فيه الى الرومان بعدم احراز فتوحات جديدة ()، و قد حفظ طاعة الجيش وقادته له ، فضلاً عن حسن تدريبهم ، اذ اصبح لقب الإمبراطور خاصاً بالمنتصرين من افراد العائلة المالكة(). مما يدل على دراسته لأوضاع الجيش، لاسيما للفترات السابقة له في مناطق الدانوب والراين في عصري يوليوس قيصر وبومبي واغسطس ، اذ كان كثير من الفرق بعد الانتصار تهتف بقائدها امبراطوراً ، ونعتقد هذه محاولة منه لضمان ولاء القادة له اولاً ، وللحد من تطلعات القائدة لهذا المنصب ثانياً( ).

في عام (23م) ركز الامبراطور تيبيريوس على الكتائب البريتورية التسع المسؤولة عن الدفاع عن روما عند بوابة فينتال بروما نفسها ، بعد ان كانت منتشرة في اماكن شتى قرب من روما ، وقد زاد هذا من قوة ونفوذ هذه الكتائب ، اذ اصبح قادتها فيما بعد يتدخلون حتى في تقرير ورثة العرش الإمبراطوري ، وهذا من الاسباب التي ادت الى تعاظم شوكة ونفوذ سيجانوس قائد الحرس البريتوري في عصره ( ). فضلاً عن ذلك اشترط ان يكون اعضاء طبقة الفرسان من جدين حرين ،  وأن يكونوا من الطبقات الغنية في روما() .