جدال أتمنّى ألّا تخوضوه
تباحث اثنان من زملائي حول حزب الله اللبناني، فنعته أحدهم بحزب اللّات، وقد جنّ جنون الثّاني فضرب بيده على صندوق الحاسوب الّذي أمامه وكاد أن يسقطه من المكتب:
كيف تهين حزب السيّد الّذي هو أشرف من جميع العرب الّذين تتكلم عنهم.
ثم كيف لا تؤمن بأنّه على حقّ وأن حزبه حزب الله؟!
وعندما قلنا له إنّ هذا رأيك وقد يخالفه غيرك، رد منفعلا:
تابعوا القنوات الإخباريّة لتـتّضح لكم الحقيقة، فحقيقة حقانيّته واضحة مشرقة.
ففي رأيه الّذي لا يسمح لأحد أن يفنّده، لا يوجد أدنى شكّ أنّ السيّد على حقّ مطلق، وأن جميع العرب على باطل وفي ضلال مبين.
زميلنا هذا الّذي لا يحترم الرأي الآخر ويريد أن يفرض ما يراه صوابا على الآخرين، يظنّ أنّ قوانين السياسية كقوانين الفيزياء لا يحقّ لك أن تخالفها ما دام أنّ المختبرات قد أثبتت صحّتها.
ولا أدري كيف نسي زميلنا – وكان سابقا لم يتكلّم إلا وقد استشهد بآية من القرآن الكريم – نسي كلام الله في سورة النّحل عن أسلوب الحوار: وجادلهم بالّتي هي أحسن.
فكيف تريد أن تقنع الآخرين بما تؤمن به وصخب زئيرك ما زال يؤذي أذنيّ.
وكم أتمنّى أن لا يخوض الأهوازيون في هكذا أحاديث، والّتي قد تشتّتهم بدل أن تجمعهم.
سعيد مقدم أبو شروق
الأهواز
-
سعيد مقدم أبو شروقسعيد مقدم أبو شروق مدرس فرع رياضيات أسكن في الأهواز أحب القراءة والكتابة، نشر لي كتاب قصص قصيرة جدا.