ضياع الشباب بين تعدد وسائل الإنحراف وتغافل المؤسسة الدينية ..الصرخي منتقدا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ضياع الشباب بين تعدد وسائل الإنحراف وتغافل المؤسسة الدينية ..الصرخي منتقدا

  نشر في 23 أبريل 2019 .

 

قد سمعنا في الآونة الأخيرة إن الحكومة المحلية وبالتنسيق مع الجهات الأمنية بصدد إنشاء حواجز أمنية على الجسور بأرتفاع 2 م، ويتصور المسؤولين القائمين على هذه المقترحات بأن وضع هذه الحواجز أو السياج الأمني إنه سيحل المشاكل الكثيرة وسيحد من ظاهرة الإنتحار ،ولكن هؤلاء المسؤولين الحكوميين قد تغافلوا أو تجاهلوا حقيقة هذه العلاجات البائسة والفاشلة والتي أصبحت هي الأكثر سخرية على مواقع التواصل الإجتماعي ولكن لا أعرف هل إن هذه الحواجز فعلا هو مقترح سيعالج هذه المشاكل السائدة في المجتمع ،وهل سيوقف هذه الظاهرة التي وللأسف الشديد حسب تقارير منظمات حقوق الإنسان في العراق التي أشارت الى إن حالات الإنتحار قد بلغت 2000 حالة ،وبدوافع مختلفة للفترة مابين 2015 الى 2017 م،وأشارت هذه المنظمات إن وسائل الإنتحار وأساليبه قد تعددت ،مثل تعاطي السم والمخدرات والكحول والأدوية التي تؤدي الى الوفاة وكذلك الحرق والإسلحة النارية والرمي بالماء من فوق اعلى الجسور او من فوق الأبنية والمرتفعات ..

وذلك علينا اليوم أن نلفت النظر الى مناقشة الأسباب و المتسبب لذلك ولماذا لا يطرح المسؤولين وولاة الأمة حلول جذرية واقعية فعلا لأيقاف هذه الظواهر للحفاظ على أرواح الناس ،طبعا وبلا أدنى شك إن السبب الرئيسي في إنتشار هذه الظواهر هو الفساد وتسلط الفاسد ،كون إن أسباب الإنتحار هو الشعور بالعجز واليأس والأكتئاب وإنهيار معنويات الشخص والأنطواء والإنعزال والشعور بأن الفرد وحيدا وإن انتماءه محبط ،وكذلك العنف الأسري في فترة الطفولة أو الشباب وتكثر هءه الحالات بين الفقراء والمعوزين وكذلك الأفراد المنعزلين كالسجناء والمهجرين والمهاجرين والنازحين والمضطهدين وغيرهم ،ولم تتوقف حالات الإنتحار على هذه الأسباب فقط بل إن هناك أسباب إجتماعية ومالية وسياسية ودينية وغيرها الكثير ،ولكن نقول أيها المتسلطين هل إن مقترحكم الذي صار موضع سخرية بين أوساط المجتمع هو فعلا سيحد من ظاهرة الإنتحار،فأذا كان البعض من الأشخاص قد انتحروا من فوق الجسور في الأنهار والبحيرات فياترى هل هذه الوسيلة هي الوحيدة حتى تعالجوها بهذه الطريقة وماذا عن الوسائل الأخرى كالمخدرات والأشربة الكحولية والسموم والموت بالسلاح وووغيرها فماذا ستضعون من علاجات لهذه الأساليب من الإنتحار ،لماذا لم تبحثوا عن المسببات ولماذا اغلب الناس بدأ يلج الى هذه الظاهرة التي سادة في المجتمع ،أليس فسادكم وإنحرافكم وطائفيتكم وظلمكم ودستوركم وقضائكم وأفكاركم الشاذة هي السبب الرئيسي في هذا التسافل والإنحلال الذي وصل اليه المجتمع والذي جعله يفكر بالموت بسبب المصير المجهول الذي اوصله دعاة وولاة الأمة وحكامهم الى هذا الحال المزري والواقع الذي هو فيه ..

فاذا كانت السياسة والحكومات عاجزة عن إيجاد حلول جذرية ومناسبة لايقاف أساليب الموت هذه التي طالت الأبرياء والفقراء والمحتاجين من الناس، فأين ياترى دور المرجعية ودعاة الدين من هذا الواقع المرير وأين اهتمامهم بالمسلم وبالناس الفقراء والمضطهدين ، أليست هذه المسؤولية هي مسؤوليتكم الشرعية قبل غيركم فماذا تنتظرون والأنتحار قد حصدت أرواح الناس بسبب هذا الفساد والظلم والجور والمعاناة والالام والمأساة التي تقع على المجتمع،لماذا لانرى أي دور للمؤسسة الدينية في احتواءها للناس ورعايتها الأبوية لهم ، لماذا لانرى إهتمام واسع وكبير في الحفاظ على أرواح الناس من خلال حل مشاكلهم الأجتماعية أو الضغط على الحكومات لسنها قوانين تسد بها حاجة المواطن وتوفير لهم العيش الكريم والحياة الملائمة وهذه أبسط حقوقهم الشرعية ،لماذا نرى أغلب تصريحاتها وبياناتها وخطبها منصبة على العملية السياسية واستقبال الوفود والبعثات والمسؤولين وحكام الدول وشعوبهم وغيرهم ولكننا لانراها تستغل هذه الواجهات وتوظيفها لخدمة الناس ،فهل ياترى هذا تقصير أم قصور أم إن هذه المؤسسة تتجاهل حال الناس وتهتم بمشاريعها والأموال والممتلكات التي تحت سلطتها فقط ،وهذا طبعا يرجع سببه الى فساد وإنحراف رجل الدين والسياسي المتسلط ..

ومن هذا المنطلق قد أشار السيد المرجع الصرخي الحسني (دام ظله) خلال إحدى محاضراته العقائدية عن مواقف الزهري أحد أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام) وأورد سماحته من كتابين _ بحار الانوار و كتاب المناقب_ إذ تسبب الزهري بموت شخص آنذاك وقد علق المرجع الصرخي بقوله :

إن الزهري تسبب في مقتل شخص والنتيجة أن حكم الإمام قال له : ابعث بدية مسلمة إلى أهله ايضا هذا القتل هذا التسبيب عمدي أم خطأي ليس بعمد على أقل تقدير، إذن ما هو الحكم..؟ أن يبعث بدية مسلمة الى اهله،

واستدرك الكلام على المؤسسة الدينية اليوم قائلا : فما بال المؤسسة الدينية المتسلطة في قتل الالاف تسبب في مقتل الالاف، وعشرات الالاف، ومئات الالاف، وهجر الملايين، وإنحرف بسببها الأعداد الغفيرة من النساء، من الشباب، من الاطفال انحرفوا وتركوا الدين و هربوا الى بلاد الكفر و تبنوا المسيحية واليهودية وادّعوا المثلية ومارسوا المثلية من اجل الحصول على إقامة من أجل الحصول على لجوء في بلاد الكفر ،فمتى تتعظ هذه المؤسسة متى تخرج هائما وتتوحش وتدخل الى الغار كما فعل الزهري ،وقد استغرب المرجع الصرخي بسكوت المؤسسة الدينية إزاء مقتل الالاف مؤكد انه اصبح وبالا على العراق والمنطقة، هل تأتي المؤسسة الى التراب؟ هل يساوي التراب الذي يدوسه الزهري برجله بقدمه بنعله؟ تسبب في مقتل شخص فهام وتوحش ودخل الغار فطال مقامه تسع سنين؟ اين تذهب هذه المؤسسة من الله ومن عذاب الله ومن نار جهنم وقد تسببت في مقتل الالاف ومئات الالاف وشردت الملايين صارت وبالا على العراق وعلى كل الدول المجاورة وعلى دول العالم الا تتعظ.. ؟ ألا تخرج بإعتذار وبتوبة تطلب المغفرة ؟ الا تعوض بعض ما تسببت به أين تذهب من الله .




بقلم : حبيب الكاتب




  • 2

   نشر في 23 أبريل 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا