النفاق والمجاملة وجهان لعملة واحدة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

النفاق والمجاملة وجهان لعملة واحدة

النفاق والمجاملة وجهان لعملة واحدة في مجتمعنا

  نشر في 01 يوليوز 2017 .

النفاق والمجاملة وجهان لعملة واحدة في مجتمعنا

النفاق والمجاملة الكاذبة والصراحة الجارحة كل ذلك قادنا الى حضيض الأخلاق والإنسانية وجعل كل ما نملكه ونفتخر به لا قيمه له عند مقارنته بحجم ما نقوم به وأصبحت هي داء عصرنا الإجتماعي. فالمجتمع لم يستوعب ما يجرى, فالمفسدون والعاملين معهم كلهم مثقفون وجهله وأغنياء وفقراء وأذكياء وأغبياء يعلمون ولا يعون ويفقهون ولا يتقنون وما يقودنا الى ذلك هو المثالية والبحث عن الكمال والمجاملة والنفاق.

تطور الحال وأصبحت المجاملة سلوك وخلق وعُرف سائد في مجتمعنا وليس ذلك وحسب بل أستخدم للأسف النفاق بدل من المجاملة وبالمعنى الأصح أخذنا الأسوء وتركنا الأجمل. فالمجتمع من كثر ما مر به من ظروف ومواقف متشابهة تستدعي المجاملة أصبح لا يفرق بين النفاق والمجاملة إلى أن جعل النفاق له ذريعة بإسم غير اسمه وألبس البرده لغير أهلها.

فالمجاملة هي "مطلب إجتماعي وضرورة حياتية ملحة وتدخل في علم الإجتماع تحت مظلة فن التعامل" والمجاملة تستخدم غرض الأدب لكسب القلوب وإستمالتها، أيضآ تستخدم المجاملة كنوع من الدبلوماسية في بعض المواقف والمناسبات لتجنب الإحراج ودفع عجلة المحبة والحياة والتعايش. كذلك ما يميز المجالمة تخليها عن جميع أساليب النفاق من كذب وتملق بغرض الحاجة، وإثارة الفتن على حساب الغير. لذا فمفهوم المجاملة بختصار هو التعامل مع الغير دون أن يتأثر أي شخص من هذا السلوك أو الفعل مهما صغر شأنه أو كبر أو التخلي عن كل أو بعض من جوهر أخلاق الإنسان .

أما النفاق وأقصد به النفاق الإجتماعي هو "أن تقول ما لا تفعل وتظهر عكس ما تخفي في قلبك على حساب الغير" وهذا ما نفعله وما نراه وما نسمع عنه من سلوكيات وأفعال دارجة في مجتمعنا كل يوم. فالكذب والمبالغة والإسراف بأنواعه والرياء وكتمان الحق والتظاهر بالنقيض وغيرها من الأفعال والسلوكيات من صفات ومحاور النفاق التي لا يتشرف أي شخص يسمُو بأخلاقة أن يتصف بها وخاصة عندما يُطعمها ديننا الإسلامي بالأخلاق النبوية المحمدية التي قال الرسول الأكرم عليه وآله الصلاة والسلام فيها بالتحديد "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

يندرج بين الفساد والمجاملة الصراحة وهي قليلة في مجتمعنا وقد تكون نادرة ونراها عندما يكون الهدف منها غير الحق أو كما قال المثل "كلمة حق أراد بها باطل" وذلك لإيمان المجتمع بالمجاملة وتجليه بها ولتطبعه بها وتزكيته من يقوم بها وأعطاه الفضل لإنفراده بها دون غيره.

فتكثر الأمثلة عن النفاق الإجتماعي في مجتمعنا مما قد يؤدي بالبعض لتحمل الديون والكذب والسفر والشهادة زور والزواج والعبث بالمال والسلطة والإسراف بالمدح والتقديس وغيرها الكثير. فبعض المواقف لا يصدقها العقل ويحدث كل يوم كمن "يعطي الهدايا الثمينة وهو في الأصل فقير أو أحد أقربائه من الدرجة الأول على بساط الفقر" والبعض يجامل في "الحلف كذب أو الشهادة كذب" والبعض " يتحمل الدين لكي يطلق عليه كريم" والبعض " يمتدح أشخاص لحد الغلو والعبودية" والبعض "يتظاهر بالعلم وهو فقير بالمعرفة" والبعض "يهدي أطفاله زوجات للغير" والكثير والكثير من ما لا يعيه عاقل ولا يصدقه عقل.

في النهاية لعلي أختصر ذلك بالقول أن المجاملة هي نفاق أجتماعي متسيد وذلك لتكرارة وتطبيقة بإحتراف، ولعلنا نعيش ونشاهد المجالمة على طبيعتها الأصيلة الحميدة التي أوصى بها الدين والفطرة البشرية. فعندما نرى ونتعايش مع المجتمعات الغربية وننظر كيفية وفن تعاملهم مع بعضهم البعض وأستخدام المجاملة بالطريقة التي أستسقتنا بها الفطرة السليمة، نؤمن أنا ما نعرفه ونطبقة هو النفاق الإجتماعي وهو الداء التي جعلت من مجتمعنا أكثر تصنع وتمادي في حضيض الأخلاق والسلوك الإجتماعي.



  • هادي سالم ال شريه
    Passionate about lifelong education and the improvement of life for all people,I aim to utilize my skills and educational background to create, develop, and promote programs, projects, and new initiatives that will increase quality of life for all involved and beyond.
   نشر في 01 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا