هل هناك اختلاف بين الاجيال ام ان التغيرت التي تطرأ علي الاجيال جيل بعد الاخر هي التي انتجت ما يطلق عليه اختلاف الاجيال ، لعقود طويلة ظلت الاسرة والمدرسة تلعب دورا اساسيا في تكوين مدارك ومعارف الانسان وشكلت ثقافته وساهمت في تشكيل منظومة القيم التي يتاثر بها الابناء ويتخذوا منها معالم حددو من خلالها مقومات سلوكهم الاجتماعي بما فيها علاقتهم بأبائهم ومجتمعهم ككل ،اما اليوم فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور الي شبكات التواصل الاجتماعي الامر الذي حل محل الحوار والمحادثة فلم نعد نري الاسرة المصرية كما كانت من قبل حيث يجتمع الابناء حول الاباء ويحدث حالة من الحوار والنقاش وتجديد الاراء واكتساب الخبرات من اشخاص ذو ثقة وخبرة حيث يقضي الابناء ساعات متعددة علي هذه التطبيات والالعاب الالكترونية ممايؤدي الي غيابهم عن الاسرة وبالتالي يؤثر علي ادائهم الدراسي وادائهم التربوي كما ان هناك ابناء فشلو في المدارس ولكنهم يبدعون في هذه التطبيقات والالعاب الالكترونية .
اما الان كل شخص بالاسرة يعيش في عزلة عن الاخر كل ما اصبح بينهم هو رسائل عبر هذه التطبيقات اين الحوار وحالة الالفة بين الافراد كل هذا ادي الي توسيع الفجوة بين افراد الاسرة وظهور الصراع بين جيل الاباء وجيل الابناء ، فهناك مؤشرات تنذر بالخطر الصيحيح علي بنية الاسرة ومحاولات تدمير كيانها.
ولكن التكنولوجيا سلاح ذو حدين فيها الايجابي والسلبي ومن المفترض الاستفادة العلمية منها فمازالت هذه التطبيقات تشكل اهمية في حياتنا فقد حولت الحدود الجغرافية والعالم من قرية صغيرة الي غرفة اصغر بما كانت عليه قبل سنوات قليلة وتشير استطلاعات بحثية تؤكد علي اثر انتشار وسائل الاتصال انها صارت كانتشار النار في الهشيم .
فهناك المنافع الكثيرة التي نجنيها من التطور التكنولوجي والتطور المعرفي حيث اصبح هناك تقريب للمسافات بين الدول والشعوب وانماطهم بصورة واسعة كما انه وسع دائرة المعرفة في عقول الكثير من الاشخاص وهناك تطبيقات علمية يمكن استخدامها في تطوير منظومة التعليم بمختلف مراحلها.
فهل وصلت الاسرة التي يتعامل ابنائها مع الانترنت والتكنولوجيا الي الوعي بان ما يدعوا الابناء الي التمرد هو ممارسات الاسرة فهل وجبت التوعية علي الاسرة ام الابناء ؟
عند جهل الاب والام بمقتضيات العصر ومايدور حولهم من تغيرات وتطورات تكنولوجية في العالم فهم لا يستطيعون القيام بدورهم في قيادة الاسرة وتوجيه الابناء الي الصواب ومن هنا وجبت توعية الاباء قبل الابناء لكي يكونوا قدوة ومثل اعلي امام ابنائهم ، فهناك اسر تخشي ممارسة دورها في التوعية خوفا منها من ان تمارس القمع علي ابنائها ولكن هناك فرق بين ممارسة القمع وبين اسس ومبادئ الاسرة فلنبدا بمحو امية الاباء والامهات نحو التكنولوجيا والتطورات الاتصالية حتي لايجد الابناء ما يقدم لهم المعرفة والمعلومات اكثر من الاباء فيبتعدو عنهم ، ولابد من التركيز علي خلق علاقة ايجابية بين الابوين والابناء لانتاج حالة مصارحة وحوار ونقاش بين الطرفين .