اليكسندرو ميسو

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

استنبط البحاثة في جامعة واشنطن الحكومية عدة مركبات قد تساعد المدخنين على كبح إدمانهم على النيكوتين وفق أحدث التقارير المنشورة. تعمل هذه المركبات من خلال إبطاء معدل تحلل النيكوتين في الجسم مما يدفع الأفراد لتخفيض استهلاكهم من التبغ وبالتالي التخلص من تلك العادة السيئة بشكل تام.

يقدح النيكوتين مثله مثل العديد من العقاقير الأخرى تحرير الدوبامين والسيروتونين في الدماغ وهما العنصران الكيماويان اللذان يشعرانا بالسعادة. ولكن النيكوتين من وجهة نظر الجسم مادة سيئة يجب التخلص منها. يولد الكبد انزيم يعرف باسم CYP2A6 لتحليل المركب أو استقلابه.

وقد تكون لتلك العملية آثاراً جانبية سيئة. إذ يعاني المدمنين على النيكوتين من أعراض الإنسحاب والتي تتراوح ما بين القلق والنزق إلى توخز الأطراف مع انغسال المادة من الجسم.

تدفع عملية الإستقلاب، المترابطة مع نزعة أجسادنا لتطوير التحمل للمواد النشطة مثل النيكوتين، المدخنين لزيادة استهلاك تلك المواد مثل النيكوتين مع مرور الوقت.

وفي الوقت ذاته قد تساعد عملية الإستقلاب على التخلص من تلك العادة تماماً. إكتشف البحاثة في أواسط التسعينات أن الأفراد الذين يمتلكون نسخاً أقل من المورث الذي يشفر ذلك الإنزيم يدخنون بشكل أقل من أقرانهم وأقل عرضة لإدمان التدخين. قام الفريق في محاولة لتحريض تلك الخصائص بشكل إصطناعي لدى الأفراد ذوي المستوى الطبيعي من الإنزيم بتصميم عشرات الجزيئات التي تتحد بالإنزيم وتحد من مقدرته على معاملة النيكوتين.

يقول الدكتور ترافيس دنتون أستاذ العلوم الصيدلانية قائد الفريق والمستخدم السابق للتبغ الممضوغ والذي انكب على إيجاد حلول لإدمان النيكوتين على مدى 15 عاماً إن البحاثة يستهدفون ذلك الشعور " توقفت عن مضغ التبغ وأعلم صعوبة ذلك. هل تساعد تلك المواد؟ أعتقد أن الإجابة نعم. لإن من يرغب بالتوقف عن التدخين يعني ذلك بالفعل. ولكنهم لا يتمكنون من القيام بذلك لصعوبته. تخيل لو كان بإمكانك تناول هذه الحبة ولا تشعر بأعراض الانسحاب بسرعة. فهي تعزز إرادتك للتوقف وبالتالي التخلص من التدخين."

ويضيف الباحث المساعد فيليب لازاروس أستاذ العقاقير المتميز أن تثبيط الإنزيم لا يولد آثار جانبية ضارة بالصحة العامة. "إذا تمكنا من استهداف ذلك الإنزيم بشكل إصطناعي سيكون الناس بخير ويقلعوا عن التدخين أو يخفضوا من كمية تدخينهم."

قام الفريق بإختبار المواد والتأكد من عدم تداخلها مع الإنزيمات الأخرى في الجسم. ونجح 18 جزيء في ذلك الإختبار. والخطوة التالية السعي لموافقة هيئة الغذاء والدواء على إجراء التجارب السريرية لتلك المركبات لتحديد أثر كل منها على الجسم البشري.

سيولد نجاح مركب واحد من تلك الجزيئات منافع جمة للصحة العامة. يعتبر التدخين القاتل الأول للموت القابل للمنع على مستوى العالم والذي يودي بحياة 6 مليون شخص سنوياً على المستوى العالمي. ويتسبب التدخين بحالة وفاة من بين كل خمسة وفيات في الولايات المتحدة.

//www.zmescience.com/science/nicotine-metabolism-body-8523312/