رسالة إلي صديقي المتحرر والمنفتح ومدعي الديموقراطية أرجوك دعني أنل نصيبا من تلك الحرية التي تزعم تمسكك بها ودفاعك المستميت عنها .
أرجوك دعني عن أعبر عن معتقداتي بلا سخرية منك أو حجر علي رأيي الذي -بالمناسبة- لاأعتبره صوابا مطلقا ولكنه خلاصة أفكاري ويصدقه عقلي ويردده لساني .ألم تلحظ أن كل ماسبق مرده إلي(بتشديد الياء) ويزين نهايته ياء الملكية الصريحة؟
أأرغمتك يوما أن تفكر مثلي ؟
هل استتبتك يوما عن أفكارك ووضعت حدا بيني وبينك حتي تتبع هواي وتؤمن بما أومن به من أفكار ؟
ليس بيني وبينك سوي الحجة والاقتناع فرأيي ورأيك كلاهما صواب وكلاهما خطأ فمامن صواب مطلق ولا خطأ كذلك.
الرأي ياعزيزي يبني علي حقائق ودلائل قد ينقض بعضها أو معظمها مع تبيان الصورة الكاملة فحتي ماتراه بعينك قد يخالف الواقع .
مادام الحدث ليس صادرا عنك ، وملما بكل تفصيلة فيه فأنت لاتعلم كل الحقيقة بل زد عليك حتي لو كان الحدث صادرا عنك فقد تغيب عنك بعض الحقيقة ﻷنك قد تنشغل بالحدث الذي يصدر عنك وينصب تركيزك عليه وتغفل بعض الجوانب؛ فحتي صوابك الشخصي قد يخطئ إذا فاتتك بعض الحقيقة.
فدعني وما أري أو اخلع عنك عباءة الحرية فكم أراك فيها صغيرا وأراها واسعة عليك.