الأب هو رمز العناية و الحماية و الرعاية داخل الأسرة، وهو أيضًا القدوة التي يجب أن يحتذي بها الأبناء..
فهو الحب الأول في حياة كل بنت، وهو النور الذي يضيء حياة أطفاله، لذلك كان من الضروري أن نحتفل به في "يوم الأب العالمي" لنقول له بطريقة أو بأخرى «شكرًا» على كل ما تفعله لأجلنا.
والبعض يظن أن «عيد الأب» هو عيد إكتشفه الناس في السنوات الأخيرة، إلا أننا نقول أن عيد الأب تم الإحتفال به لأول مرة في واشنطن عام 1910، وهذا يعني أن عيد الأب به نحو أكثر من 100 عام.
وبالرغم من أن كل هذه الصفات الحسنة تجتمع في معظم الآباء إلا أننا يجب ان نسأل سؤال مهم جدا وهو...
من هو «أعظم أب» في التاريخ؟
ببساطة شديدة أعظم أب في التاريخ أو في الوجود كله من وجهة نظري، هو الأب الذي يمنح الحب و الحنان لأبناءه -أيًا كان عمرهم- دون أن ينتظر منهم أي شئ، هو الذي يبحث عن راحتهم و سعادتهم قبل أن يبحث عن متطلباتهم و إحتياجاتهم -بالرغم من أهميتها الكبيرة-، هو الذي يمنح و يرحم و يعاقب ثم يشفع، هو الذي يأم بأولاده الصلاة و يعودهم على ذكر الله و طاعته، هو الذي يصل الأرحام أمام أولاده ليعلمهم صلة الرحم..
والآن يجب أن نعلن أن من يستحق لقب «أعظم أب» في التاريخ هو...
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام
فمحمد الأب وكيف يكون حنانه الكبير على ابناءه وتوجهيه لهم، يطرحه العقاد في كتابه «عبقرية محمد» في فصل بعنوان «الأب» ذكر فيه حزن الرسول صلى الله عليه وسلم على ولده ابراهيم وبكائه الشديد عليه، ولطفه في معاملة ابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، والعطف الذي أحاط به ولديها -الإمام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهما- حتى لعبا في صغرهما على كتفه الشريف أثناء الصلاة.
وكذلك يذكر العقاد في كتابه كيف كان سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يتعامل مع العبيد والخدم برحمة ولين، وضرب مثالًا بذلك بـــــ«زيد ابن حارثة» لدرجة أنه كان يسمى زيد ابن محمد قبل أن ينزل النهي الإلهي عن التبني، وكان زيدًا قد رفض أن يعود مع أبيه بعد أن عرف مكانه حتى لا يترك النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم لشدة تعلقه وحبه له.
وبعد كل هذا..
لن أكتب نهاية معتادة لمقالي، فنهايتي هي رسالة لكل أب يقسى على أولاده، رفقًا بهم فهم من سوف يدعون لك في حياتك وبعد مماتك، وهم الذين سوف يقفون بجانبك في شدتك، فبالرغم من أن الله أمر الأبناء بطاعة آبائهم في أكثر من سورة قرآنيه كقوله تعالى في سورة النساء "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً"، و أيضًا في سورة الإسراء "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "، إلا أنه يجب على كل أب الرفق بأولاده ،ومساندته لهم، وعدم التفرقة بينهم.
-
Jasmine Alaaأنا أفكر.. إذا أنا موجود