تستعد الأنفاس لأن تقول كلمتها بعد أن اشتد الصراع بين الحق والباطل، هم يعلمون أني منتصرة لكنهم يخشون تألق الفجر الذي سيعلنه، كان لزاما على أنفاسي أن لا تحدث ضجيجا وهي تستلم أوراق الهواء النقية، عادلة تلك الأصوات التي تسمعني إياها عصافير الصباح، راحلة طيور النورس بعد طول هجرة، لا أعرف لماذا يريدون قلمي بل يريدون كسره والطيور رحلت وارتحلت لاشتداد الظلم، هل لأنهم لم يفهموا أن الحرف الصادق رصاصة ولا داعي لأن يكون محرجا زيادة، فيكفي أن الحق يحبه الله ويؤيده بل ويحميه، اختلطت علي آراء هذا الصنف من البشر الذي يظلم ثم يبحث له عن براءة، و دائما ما يتابع قلمي فواصل الظلم فيمسح فيه اختبائه ليخرجه للنور، هم يحبون الظلام أعرف لكن عيش الظلام موت بطيء، هم يحبون أن يغلقوا كل منافذ الابداع لكن الابداع هو الحياة فكيف لهم أن يقتلوها والله كتب لها العيش فسميت حياة ، هم آيلون للنهاية وأرفض أن يكتب قلمي عن نهايتهم لأني أحب أن يعيشوها هم بأنفسهم وما كسبت أيديهم حتى لا يطاردوا قلمي وهو بريء، لن تأخذوا مني قلمي لأنه كان محترما للجميع ولم يحترم الظلم والباطل والحيلة والخداع والخيانة، أسماء على مسمياتها اغتالت وطن لكنه بقي حيا بسبب صرخاتنا الرافضة لأن يموت نهائيا، عني أبدع.. دعني أنتصر لقضيتي ،لا تمازحني حين أحزن ولا تداريني بالحيلة حين أصدق في حرفي، كلماتي حضن يحميه قلم ورسائلي للظالمين حروف في قطيعة مع اليأس، هم يريدون أخذ قلمي مني لأنه صديقي الوحيد ؟ومن سيصير لي صديقا حين غاب كل الأصدقاء وارتحلوا لما رأوني أتخبط في وحل الظلم، لن تأخذوا مني قلمي فهو رئة أتنفس بها وهدوء أواسي فيه جراحي، لملموا و كفكفوا رغباتكم فلم يعد هناك حاجة لأن تقولوا أن قلمي مميز أو ثائر أو مبدع أو راحل دائما بين جنبات المجرمين و الظالمين و المتخطين لحدود الشرف،لأني لم أعد أصدق كلامكم ولا آرائكم ولا وعودكم، أتركها رسالة لمن ظلم ثم نام بغير وضوئه من الخطيئة وأقول له : ما ضاع حق ورائه مطالب حتى لو لم يبقى من الشباب الا اسمه ومن القلم الا تألقه ومن الحياة الا عنوانها.