كيف قمنا بتصميم مساحة إبداعية للتجارب؟
قصة إعادة تصميم كلاود Cloud Coworking
نشر في 14 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عندما بدأنا كلاود (كمساحة عمل مشتركة) كنا نظنّ أن علينا فقط أن نوفّر خط إنترنت سريع ومساحة مريحة وجذب المجتمع ليتفاعل تلقائيا، ويَنتُج عن هذا التفاعل مشاريع ومبادرات وstartups ، أناسٌ يتعلمون هنا أو هناك. كانت صورة وردية. المساحة أصبحت مليئة بالمجتمع المليء بالشغف لكن النتائج ليست كما توقعنا تماماً.
فكّرنا ما الذي يجعل Startups لدينا ضعيفة؟ ما الذي يجعل الأفكار مكررة؟ ما الذي يجعل الناس يقبلون على الوظائف التقليدية بكثرة ولا يقبلون على العمل الحر Freelancing أو تعلم مهارات جديدة؟
أدركنا أننا أمام احتياجات مختلفة تماماً، المجتمع المحلي لدينا ما زال يحتاج إلى توعية كبيرة عن هذه الأمور أولاً، ثم إلى طرق مبتكرة لتجربة هذه الأشياء، بحاجة إلى نشر ثقافة تجربة أشياء جديدة..
انتشار العقليّة التقليدية حول المسار الوظيفي: دخول الكلية ثم اجتياز الكلية ثم الوظيفة (العمل وكأن هذه هي التجربة المركزية الوحيدة في الحياة)! مع أن الأمر في الواقع ليس بهذه الخطّية، يجب أن يملأ الإنسان جعبته من تجارب الحياة، يتعلّم منها قدر ما يستطيع:
- تجربة الكلية: (كأحد التجارب وليس كتجربة مركزية).
- تجارب الوظيفة: ليست بالضرورة مرتبطة بالكلية (تجربة وظائف مختلفة أيضاً).
- الدخول في تجارب تعلم مختلفة: تعلم أشياء جديدة في مجال اهتمامك أو غيره.
- تجارب بناء شركات ريادية أو مبادرات: في حالتنا خاصةً، كان دافعنا الرئيسي لوجود مساحة عمل مشتركة، وهو وجود مكان لاحتضان الأفكار الجديدة التي تحل مشاكل المجتمع وتحسن حياة الناس، في مختلف المجالات، التعليم والصحة والطاقة والمياه وجعل حياة الناس أكثر إنسانية وغيرها. ونحن نعتبر هذا هدفنا الأول، التغيير المجتمعي من خلال startups والمبادرات المتخصصة. بالإضافة أن تجربة startups هي تجربة عظيمة من حيث الخبرات التي يحصل عليها الإنسان.
أصبح تركيزنا بنسبة كبيرة على توعية وتعليم المجتمع حول التجربة بشكل عام، تعال وجرّب شيئا جديداً.
استخدمنا طريقة Design sprint لفهم احتياجات المجتمع لدينا، وإنتاج أفكار ومفاهيم مناسبة، ثم تصميم المساحة من جديد بناءً على هذه الاحتياجات الجديدة: تصميم البراند، تصميم المكان، تصميم الخدمات (خدمة المساحة وخدمة الاستوديو والمطبخ)، وأيضاً تصميم المحتوى (الأنشطة التعليمية، والبرامج).
تجارب التعلّم في المساحة، التعلّم من أجل الشغف
عكس أغلب مراكز التدريب التي تهتم بعدد الساعات كثيرة، كان اهتمامنا على إتاحة الفرصة للأفراد لتجربة أشياء جديدة وليس لتعليم كل التفاصيل، إعطاء المفاتيح وكسر الحواجز، تعليم كيفية تعلم المهارة بنفسك. نعم إتاحة فرصة التجربة لاستكشاف أشياء مختلفة كثيرة يجعلك قادرا على اكتشاف أي مهارة أنسب لك، تجارب مختلفة قد تهديك إلى شغفك في النهاية.
الاهتمام أيضاً بالتعلم القائم على المجتمع، مجموعات مهمتة بتعلم مهارة معينة تقوم بالتنسيق فيما بينها وتتعلمها، بمساعدة المساحة.
الممتع أننا جربنا الكثير من تجارب التعلّم داخل كلاود، من كورسات مكثفة إلى التعلم بالمشاريع، إلى مجموعات التعلم، إلى جلسات النقاش وورش العمل الصغيرة، الخ. فشلنا في كثير من التجارب لكن تعلمنا منها كثيراً. في الحقيقة كل كورس أو ورشة أو فعالية نظمناها يمثل تجربة تعلم مستقلة بذاتها، وينبغي دراستها وتحليلها والتعلم منها.
تجارب التعلم الجديدة:
1- توسيع نطاق التأثير scaling عن طريق إنتاج محتوى مكتوب ومرئي، ثم استخدامه فيما بعد بأشكال مختلفة (تطبيقات ويب وموبايل تعليمية، يوتيوب، كتب، وسائل تعليمية .. الخ).
2- هذا المحتوى في مجمله مبني على المشاريع، تصميم المشاريع أولاً ثم بناء المنهج كاملاً عليها.
3- كل الورش التي نقوم بعملها تتكون من 20 ساعة فقط. (الوقت المستغرق لتعلم أساسيات شيء جديد ومفاتيحه وكيف تتعلمه بنفسك، وليس لاحتراف المهارة بشكل كامل).
4- تجربة مجموعات تعلّم صغيرة، تتكون من (3-4) دارسين فقط. أيضاً سنقوم بتجربة إنتاج محتوى لمجموعات التعلم الصغيرة مثل الورش.
5- تجربة التعلّم المصغّر [ورش "جرّب"] (2 ساعة)، الهدف منه كسر حاجز التجربة. "ابدأ جرب ولو بساعتين".
6-الهدف هو عمل تجربة التعلم ممتعة lovable product، منتج تعليمي يحبّه الناس، ويستمتعون به، بكل تفاصيله.
7- إتاحة وإيجاد تجارب تعلّم للأفراد في المجتمع: لذلك نقوم الآن بتصميم برنامج تطوّعي للترجمة من ويكيبيديا (الهدف الأساسي: إثراء المجتمع بالمعلومات وزيادة مهاراتهم في الإنجليزية).
8- التوعية عن ريادة الأعمال والمهارات الجديدة: لذلك نقوم الآن بتصميم برنامج للتوعية حول المهارات الجديدة التي يمكن لأي أحد تعلمها بغض النظر عن مجال دراسته في الكلية.
9- إتاحة مساحة للتجربة من خلال الأدوات، مثل Studio، لإنتاج الأفلام والمحتوى المرئي وفيديوهات التمويل الجماعي للمنتجات الجديدة، و3d printer، لعمل نماذج لمنتجات وتجربتها مع المستخدمين.
10- قمنا بتصميم المكتبة أيضا لإتاحة فرصة لمساعدة المجتمع على تعلم أشياء جديدة، وليس فقط لمجرد القراءة.
ما الذي يجعل من مساحة العمل المشتركة مكاناً مميزا؟
حسناً .. ربما يظن البعض أن الناس تهتم أكثر بمدى جودة الأثاث أو التصميم المرئي (الألوان والديكور). لكن عندما سألنا الناس لماذا تأتون إلى كلاود وليس إلى أي مكان آخر؟ لم يقولوا من أجل الهدوء أو التركيز أو المكان الجميل، قالوا: نحن نحبّ كلاود من أجل الناس الذين يقابلونهم في المكان، من أجل المجتمع والروح هناك. قال بعضهم: "الإحساس بالصدق"، "الإحساس أن الهدف ليس ماديّاً وأن هناك رسالةً ما نريد توصيلها".
لدينا فرضية أساسية أن الناس تحب أن تتواجد في مكان بعيداً عن الواقع المحبط، مع أناس يشبهونهم في الأفكار والاهتمامات، يحلمون مثلهم ويواجهون مشكلات وعقبات مشتركة.
ربما إذا زرت كلاود فستسمع عن أشياء مثل: الشغف، التجارب، الأفكار العظيمة التي تغيّر العالم، الشركات الريادية startups، المهارات skills. هذه المفاهيم حقّا هو مبرر الوجود لمساحة العمل المشتركة "كلاود".
"قيمة كل إنسان ما يتقنه"، ترتسم هذه الكلمة على حائط الذي تم دهانه بالأسود كلّه على شكل سبورة. هذا الحائط ملئ بكلمات مختلفة من روّاد كلاود تعطي له بعداً مشاعرياً آخر.
الأفكار العظيمة تنشأ من أناس شغوفين، الشغف يأتي من خلال تجارب متنوعة وغنية. المساحة هي البيئة الخصبة التي تستطيع أن تجرّب فيها، وتفشل، دون أن يلومك أحد.
نحن لا نعمل في كلاود، نحن نعطي المكان من أرواحنا، هكذا الشغف. نحن حقاً مؤمنون بما نفعل، مدفوعون به حدّ الجنون.