المهندس / حسب الله الكفراوي الابن البار لحضارة قامت علي المعمار و أحد البنّائين العظام ،،
نشر في 18 أكتوبر 2016 .
المهندس / حسب الله الكفراوي الابن البار لحضارة قامت علي المعمار و أحد البنّائين العظام ، من مواليد 22 نوفمبر 1930 بـ كفر سليمان البحري بـ محافظة دمياط ، حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية و تخرج عام 1955 ليلتحق بمشروع السد العالي حيث كانت مصر تولد من جديد ، و بعد ست سنوات قضاها هذا الدمياطي هناك أصبح رئيساً للمنطقة الجنوبية بكهرباء السد و استحق بعدها وسامين من الرئيس عبد الناصر و ثالث من الرئيس السادات قبل أن يعود الكفراوي إلي دمياط محافظاً لـ يستكمل مسيرة نجاح احترفهُ ، و يصبح المرشح الأوحد لتولي مسؤولية الإسكان في الفترة الحرجة التي أعقبت نهاية حرب 1973 و بداية إعادة التعمير ، و في 1977 تحديداً أصبح الكفراوي وزيراً للإسكان بروح و أسلوب فلاح مصري يخاف علي بلده كما يصفهُ المهندس صلاح حجاب الخبير الإسكاني المعروف ، سبعة عشر عاماً قضاها الكفراوي وزيراً لم تقترب خلالها منهُ شبهة واحدة و لم يُعرف أن لهُ بيزنس خاص ، تعاقب عليهِ الرؤساء لتولي الوزارة و تمسكوا به جميعاً رغم استقالاته المتعددة ، اتفق عليه الحكوميون و المعارضون ، رفض طلباً للسادات بمقابلة - أرييل شارون ـ وزير البنية التحتية في إسرائيل وقتها للاتفاق علي مشرعات تعمير حول بحيرة السد العالي ، مؤكداً للسادات عدم رضائهِ علي إقامة مشروعات إسرائيلية علي الأرض المصرية فنال احترام السادات و تَوجهُ الشعب بطلاً ، و يبقي للكفراوي ـ بحسب الخبراء ـ مشروعه الأهم الخاص بالمجتمعات العمرانية الجديدة ، و هو الأمر الذي يصفهُ صلاح حجاب بأنهُ تأسيس للمستقبل الذي أصبح واقعاً نعيشه ، رسم الكفراوي و أشرف علي تنفيذ مشروعات الجيل الأول من المدن الجديدة ، و غادر الوزارة بعد أن أصبح عددها 17 مدينة جديدة ، بالإضافة إلي ست مناطق تعميرية بمناطق القناة و الساحل الشمالي و سيناء ، و في عهده بدأت الخطوات الأولي لإنشاء الطريق الدائري الذي يربط العاصمة بالمدن الجديدة ، و لأنهُ كان وريثاً و ابناً باراً لحضارة قامت علي المعمار فهو أيضا أحد البنائين العظام ، فـ لم يتوقف الكفراوي يوماً عن التفكير في المستقبل ، واضعاً في اعتبارهِ أن الناس ليسوا فقط من يقيمون في العاصمة ، فـ في تخطيطهِ للمدن الجديدة كـ العاشر من رمضان و السادس من أكتوبر و غيرهما حرص الكفراوي علي تمثيل جميع الشرائح و الطبقات خاصةً من يستحقون سكناً آدمياً من الطبقة الوسطي و الشرائح الأدني ، و كان الرجل يعمل بـ طاقة مؤسسة كاملة ، يفكر و يخطط و ينفذ و يشرف علي مشروعات بامتداد مصر ، و يبتكر حلولاً للمشكلات المزمنة ، و مازال العشرات ممن احتكوا به بشكل مباشر أثناء عمله مهندساً و محافظاً ثم وزيراً و نقيباً للمهندسين يذكرون أيامهُ بالخير و يصفونه بأنه ابن بلد لم يتربح من أيٍ من مناصبه و لم يأخذ يوماً بالوشايات ، و لم تكن نزاهتهُ يوماً موضعاً للشك أو للأقاويل ، لذلك لم تقل مساحة الحب التي احتلها في قلوب الشعب المصري بعد تركه الوزارة ، و ظل الكفراوي وزيراً للفقراء ، و ربما كان الوحيد الذي استحق هذا اللقب و حملهُ لسنوات و سنوات ، لهذا كلهُ لم يكن غريباً أن يصمت الكفراوي طويلاً بعد خروجه من الوزارة ، فجزاهُ الله بـ قدر ما منح و أعطى و لا حرم مصر و المصريين من أمثالهِ .
-
أحـمـد عـادل الـعـالـملا تَسلْ يا عزيزي مَن أنا .. أنا كـ الشمسِ إلى العُليَّا ذِهابي