على عكس الانسان، الذي قد يرى العالم معتم رمادي ليلًا، ترى أكثر الحيوانات وتستمتع بالأشكال والألوان. كيف ذلك؟ تستطيع الحيوانات الرؤية ليلًا لأن عيونهم في المقام الأول مكيفة للتعود على نقص الضوء.
في الطبيعي تعتمد العين في الرؤية على مستقبلات الضوء الموجودة على الشبكية التي تسقط عليا الفوتونات، وبعدها ترسل تقريرًا بها إلى خلايا أخرى في الدماغ، والذي بدوره يستخدمها لبناء الصورة.
وبمعرفتنا أن الفوتونات تزداد جدًا في الضوء ووجود الشمس وتقل في عدم وجوده، ولذلك تختلف الرؤية تمامًا ليس فقط على حسب الكمية ولكن أيضًا على حسب جودتها.
وكما ذكرنا أنها عملية تعتمد أولًا على التأقلم، الذي إحدى عناصره هو الحجم، حجم العين بالطبع، دعني أذكر لك مثالًا، حيوان الأبخص الذي يمتلك عيون كبيرة، فالواحدة منهما تعادل حجم دماغه، يوصف بأنه أكثر الثدييات كبرًا للعين مقارنةً بالرأس.
تطور العين به لم يكن لجعله جميل الشكل، ولكن ليجمع كمية أكبر من الضوء في الليل، وتختلف الأسباب باختلاف الحيوانات، فالقطط مثلًا تستخدم عيونها اللامعة —وأنت تعرفها جيدًا— لفعل ذلك، والتي تكون بسبب الطبقة الصافية الانعاكسية (Tapetum lucidum) والتي تقع خلف المستقبلات الضوئية، حيث وجدوا أنها تتكون من خلايا تشبه المرآه بل وبها كريستالات.
ومن ناحية أخرى توجد الضفادع، التي تتكيف بشكل بطئ جدًا حيث تتكون لديها صورة كل ٤ ثواني، وبعض الحيوانات والحشرات التي لا بد لها ألا تهتم بالتفاصيل الكثيرة، حتى تستطيع رؤية الأشياء أكثر وضوحًا، كالأزهار مثلًا.
كما رأيت أن العملية بالنسبة لهم ليست معقدة، فبعض التكيف مع قليل من أشكالهم وحياتهم يمكِّنهم من فعل ذلك، ولكن ماذا عنك؟ ماذا لو كنت ترى بأعينهم؟
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.