الحياة العسكرية:
عند الانتقال الى شخصية تيبريوس العسكرية نجد انه قد تدرب على فنون القتال منذ ان كان صبياً ، وكان يشارك في تمثيليات لأحياء ذكرى معركة طروادة ، بل كان يتولى قيادة احد الفريقين المتقاتلين في بعض الأحيان ، وكثيراً ما تتحول هذه الاحتفالات الى معارك حقيقية أدت الى اصابات خطيرة بابناء أعضاء مجلس الشيوخ مما دفع الامبراطور أخيراً الى الغاء تلك الألعاب نهائياً ( ).
كان تيبريوس حريصاً على المشاركة في مثل هكذا مناسبات كونها تمثل نافذة له لتحقيق حلمه في الحصول على العرش الذي بدأ يراوده ، والذي يتطلب منه ان يكون ذو شأناً كبيراً من خلال اتباعه الطرق التقليدية ( الجندية ) حتى يكون رجلاً ذو أهمية أولاً ، وذو شخصية عظيمة مقاتلة ثانياً ، وان ينتقل من خلالها الى المناصب القيادية في الحكومة الرومانية( ).
تنبه اكتافيوس لشخصية تيبريوس القيادية وان يصطحبه معه في انحاء الامبراطورية ، وتولى منصب قائداً للجيش في نهاية عام ( 27 ق.م) ، وقد اثبت قدراته العسكرية بصورة واضحة من خلال نجاحه في حملته على ارمينيا ، فضلاً عن مرافقته لأكتافيوس في تحرير رومانيا من البارثيين ، وبعد عودته من الحملات العسكرية في الشرق منح منصب قائداً للجيش الروماني ، ومن ثم منح منصب القنصل في عام (19ق.م)، فقد كان اختيار اغسطس لتيبريوس خليفة موفقاً( ) .