النظرية السلوكية
Behaviouristic theory
نشر في 27 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
تعد النظرية السلوكية إحدى النظريات الاساسية في علم النفس اللغوي اللتي تسعى في تفسير كيفية قيام الدماغ البشري بالاكتساب اللغوي اللذي يعد المرحلة الأولى للمعالجة اللغوية انتاجا واستقبالا. وهذه النظرية قد واجهت الكثير من الانتقادات من علماء علم النفس اللغوي وعلماء علم الإدراك وعلى مقدمتهم عالم اللغويات الامريكي من أصل يهودي نوم تشوميسكي.
ابتكر هذه النظرية علماء كالعالم سكينر ولادو وبلمبفيلد، وكانت تعمد إلى تفسير عملية اكتساب الدماغ للغة الأولى بأنها عملية تعتمد على التقليد بحيث يقوم المكتسب بتقليد مستخدمي اللغة الأولى سلوكيا ومن ثم يكتسب الشخص اللغة.
في علم النفس هناك مصطلح يعرف ب المرونة العصبية أو Neuro plasticity ويعني أن الدماغ يملك القدره على تكوين مسارات في الجمل العصبية تمثل العادات والسلوك اللتي قد تم الاعتياد عليها وتعلمها من قبل الشخص. ظن السلوكيون بناءا على ذلك أن الدماغ البشري يكون عادات عصبية في الدماغ خاصة باللغة،بالتالي أقامو تطبيقا لهذه النظرية في علم اللغة التطبيقي موضحين أن تعلم اللغة الثانية يحدث عندما يقوم الدماغ بمحو عادات اللغة الأولى العصبية واحلال عادات اللغة الثانية عوضا عنها.
لقد تعرضت النظرية السلوكية للانتقاد لعدة اسباب منطقية وعلمية، منها أن الشخص المتعلم للغة الثانية يحدث له بعض التداخلات أثناء عملية الأداء اللغوي، مثال ذلك التعميم اللغوي حيث يعمم الشخص قاعدة معينة حتى على الشذوذ النحوي ، والنقل اللغوي حيث ينقل الشخص بعض الخصائص اللغوية المتشابهة من اللغة الاولى حتى اللغة الثانية، وهذا لا يحدث بالتقليد ، وهذا يعني أن الدماغ لا يقوم باكتساب اللغة بالسلوك بل بالادراك. وايضا أحد الردود على هذه النظرية هو أن اتباع السلوك بالتقليد قد يشمل أيضا تقليد المهمة اللغوية حتى و إن كانت خطأ، فيتعلم الشخص لغة خاطئة نحويا أو فنلوجيا أو مرفلوجيا، وهذا أمر محال ، لأنه بناءا على النظرية الفطرية لنوم تشوميسكي هناك مايعرف بجهاز اكتساب اللغة في الدماغ LAD، بحيث أن الدماغ للمتحدث الأصلي للغة ما قادر على توضيح الخطأ اللغوي أثناء استقبال اللغة لان ذلك أمر فطري في الدماغ البشري.
من الممكن أن نلخص بناءا على ذلك أن النظرية السلوكية تفسر عملية اكتساب الدماغ للغة متجاهلة الجانب الادراكي الذي يتميز به دماغ الانسان عن الحيوان، بالتالي كل طرق التدريس اللغوية في اللغويات التطبيقية التي أسست بناءا على هذه النظرية تعد طرقا غير صحيحة في التعلم وينبغي تجنب تطبيقها أثناء التدريس اللغوي.
-
Mr.Mosesباحث في اللغات، خريج جامعة الملك خالد ، كلية اللغات والترجمة ، قسم اللغة الانجليزية.
نشر في 27 ماي
2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022
.
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
امل مهدي
منذ 9 شهر
Doha
منذ 6 سنة
د. علي ابو زايد
منذ 7 سنة
وسائل الاعلام العربي
من المفروض أن الإعلام سلطة رابعة تمارس دور الرقيب الحريص على مصالح الناس، وعلى نقل الحقائق لهم دون تزييف أو تزوير أو نفاق، لكن لا يبدو أن هذا المفروض بقي متوقعا لأن الإعلام في كل مكان من هذا العالم
د. علي ابو زايد
منذ 7 سنة
ثورة نقيب الأشراف في القدس
فلسطين في العصر العثمانيانشغلت الإمبراطورية العثمانية في الثلث الأخير من القرن السابع عشر بحروبها مع آل هابسبرك، الامبراطورية النمساوية لاحقاً . وكانت ضرورات الحرب تتطلب إرسال التعزيزات العسكرية والموارد المالية إلى الجبهة الخارجية على حساب الأقاليم.وفي نفس الوقت ضعف
حلمي بوترعة
منذ 7 سنة
محمد لعروسي حامدي
منذ 9 سنة