ربما تكمن أهميتها في إخضاعها لمصالحنا الشخصية، أو في الأكل بالنسبة للحيوانات، بيد أنها تساعد في تصنيع المبيدات الحشرية، وكذلك المضادات الحيوية، وربما فقط تشكل مظهرًا جماليًا يساعد على ازدهار البيئة.
ولكن هل تساءلت من قبل عن المتاعب التي تواجه الفراشة كي تتكون؟ أو تساءلت أصلًا لماذا تتكون؟ فبالتأكيد لم تتكون فقط لتؤكل أو لنستغلها.
تبدأ الفراشات حياتها يرقة طبيعية حالها كحال معظم الحشرات، ثم بعد فترة تبدأ اليرقة في عملية الفقس، فتظهر بعض من خلايا خاملة —بفعل ال (juvenile hormone)— ليس لها شكل محدد، ولكنها ستشكل أشكال الفراشة فيما بعد، ثم تبدأ اليرقة في التغذية وتخزين الدهون، الأمر الذي يجعل جلدها أكثر سمكًا، بعدها يأتي دور ال (ecdysone) والذي لطالما يساعد على التدمير، فبفعله تبدأ خلايا اليرقة في الانسلاخ من ثلاث إلى خمس مرات غالبًا، حينها يتوقف نشاط الهرمون الأول، فتتوقف اليرقة عن الأكل والنمو لفترة، الشيء المهم لها جدًا، بل ومن الأسباب الأساسية لتحولها إلى فراشة؛ حيث يساعدها ذلك في اجتياز أوقات ندرة الغذاء، كما أنها توفر على الحشرات اليافعة واليرقات عناء التنازع على الغذاء خلال السنة.
بعد ذلك تبدأ الخلايا في التدمير بفعل الهرمون الثاني مرةً ثانية.
ولكن بالرغم من عملية التدمير، تبقى بعض الخلايا سليمة وتبدأ في النمو، فتتكون طبقة آخري والتي ستنسلخ فيما بعد —وأنت بالطبع تعرف الكيفية الآن— مكونة جناح الفراشة.
وأما عن الأنسجة التي تتبقى بعد عملية التدمير، فهي الأساسية منها بالطبع أمثلة الجهاز التنفسي والقلب وبعض عضلات البطن، هذا كله طبعًا مضاف لأجساد المشروم (Mushroom bodies) بالمخ، والتي بدورها قد تساعد الفراشة فيما بعد على الاحتفاظ ببعض ذكرياتها عندما كانت يرقة، كما تتطور بعض الخلايا الأخرى لتكوِّن الأعضاء التناسلية والأطراف وما إلى ذلك.
ومن هنا تبدأ فراشة جديدة جميلة، مثلك عزيزي القارئ.
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.