كان الخطر الحقيقي الذي وجهه تيبيريوس ، هو ما قامت به القوات الرومانية المرابطة على نهر الراين . نتيجة حياة الملل و العزلة التي يعيشها الجنود هناك . إذ افتتحت قوات جيش الراين بعصيانها بادرة خطيرة على سلامة الإمبراطوية الرومانية ، عندما عرض الجنود على قائدهم جرمانيكوس() مرشحه على العرش ، أن يقبل اعتلاء العرش ، الإ أن جرمانيكوس رفض هذا العرض وبقى على ولائه لتيبيريوس . إذ استطاع بشجاعته أن يقبض على قادة التمرد. شهدت روما كارثتان دفعت الرومان الى إعادة النظر في عمليات السيطرة على الولايات ذلك ان بانونيا ودلماتيا ثارتا على روما، بسبب الضرائب والاتاوات الباهضة التي فرضت من قبل الرومان لتغطية نفقات الحرب ضد مريود زعيم القبائل الماركومانية ، فقد كانت هذه الثورة من اخطر الثورات التي واجهها الرومان هناك ، اذ تمكن الثوار من تصفية القوات الرومانية، فضلاً عن ذلك تمكنوا من تشكيل جيش كبير مؤلفاً من مائتي الف رجل، استطاعوا تهديد روما نفسها،الامر الذي دفع تيبيريوس لعقد صلح مع القبائل الجرمانية وسار مع قواته القليلة الى بانونيا ، فقد تمكن بحنكته العسكرية في ان يستولي على محصولات البلاد واتلافها، كي يحرم قوات عدوه الطعام والقوت، وعمل في الوقت ذاته ان يوفر المؤن لجنده. استخدم تيبيريوس هذه السياسة في بانونيا لمدة ثلاث سنوات على الرغم من الانتقادات التي وجهة له، حتى تمكن من تحقيق النصر ، لاسيما بعد ان اجبر الثوار على نزع أسلحتهم وبسط السيطرة الرومانية من جديد( ). عند هذه التطورات العسكرية التي خاضها الرومان وبعد ان ضم أوغسطس (اسبانيا الشمالية والغربية وبانونيا، كانت الإمبراطورية حين وفاته تشمل مساحة قدرها (3,340,000 ) ميل مربع، نصح اوغسطس خليفته بان يقنع بهذه الإمبراطورية، وهي اعظم امبراطورية شهدها التاريخ حتى ذلك الوقت وأن يوجه همه الى توحيدها وتقويتها في الداخل بدل ان يوسعها في الخارج .