السياسة العسكرية الخارجية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السياسة العسكرية الخارجية

بلاد الغال و جرمانيا

  نشر في 03 غشت 2023  وآخر تعديل بتاريخ 03 غشت 2023 .

قامت القوات الرومانية في الليريا التي ارهقتها ظروف المعيشة في المقاطعات المسيطرة عليها باعلان العصيان مطالبة بزيادة الرواتب وانقاص مدة الخدمة ، وتسريح الجنود الذين انتهت مدة خدمتهم. فقد استطاع تيبريوس ان يتغلب على هذه التمردات بان أرسل ابنه دروسوس لاخمادها. اذ تمكن دروسوس ان يقف بينهم وبين الامبراطور ، وأرسل وفداً من الجند إلى روما لعرض قضيتهم على الامبراطور ومجلس الشيوخ . ()                                                                                                               كان الغاليون يتميزون بضخامة الاجسام وقوتها ، يؤمنون بآلهة كثيرة، واعتقادهم بحياة سعيدة في دار الاخرة، فتح الرومان بلاد الغال عام (125ق.م) لحرصهم على تأمين طريقهم الى اسبانيا فقد قسمت في عهد اوغسطس الى اربع ولايات. واصبحت غالة في ظل السلم الرومانية من اغنى اقسام الإمبراطورية( ).                                       فضلاً عن  التربونية (الجنوب) والمعروفـــــــــــــة للرومــــــــــــان باسم بروفنسيا ( (provincial واكوتانيا في الجنوب الغربي، ومعظم سكانها من الايبريين، وغالة اللدجونية في الوسط واغلب سكانها من القبائل الكلتية ، وبلجيكا في الجنوب الشرقي وكثرة أهلها من الالمان. وقد اقرت روما هذا التقسيم وزادتها حدة تتقي ثوراتها( ) .                   يرى تيبريوس من الضروري اعطاء الأولوية للعمل السياسي في بلاد جرمانيا الذي يعتمد على مبدأين يقتصران على العمل لمنع قيام وحدة جرمانية قوية على الضفة اليمنى من نهر الرين ، وايجاد عناصر من الجرمان موالية لروما ( ). فنشأت مقاطعتان اداريتان على الضفة اليسرى من نهر الرين ، جرمانيا العليا و جرمانيا السفلى ترتبط ادراتهما بمقاطعة بلجيكا . وانسحاب الجيوش الرومانية( ).                                       ثم وجه انظار الجيش إلى الجهة الأخرى من الراين ، إذ كانت القبائل الجرمانية لا تزال خارجة على روما بعد انتصارها في معركة تويتوبورج . و بالنظر إلى أن التحالف   ما زال قائماً بين أفراد هذه القبائل فواجه حملة جرمانيكوس مقاومة عنيفة . تمكن من خلالها عام( 14-16م) من التوغل في المنطقة الواقعة بين نهري الرين والويزر ، تكبدت فيه القوات الرومانية خسائر فادحة.                                                                              وعلى الرغم من أن جرمانيكوس شن حملات عدة ضد قوات الزعيم الجرماني أرمينيوس ، الا انه لم يستطع من تحقيق النصر النهائي على هذه القوات ، هذه العوامل دفعت الامبراطور تيبريوس أن يأمر بانسحاب القوات الرومانية ، وايقاف الحملات على العسكرية على جرمانيا( ) .                                                                                أما الخطوة الحاسمة في تقرير مصير العلاقات بين روما وجرمانيا ، فقد تمت في عهد الامبراطور تيبريوس. ، علما ان علاقة هذا الامبراطور في هذه المناطق تعود الى عهد الامبراطور اوغسطس ، اذ اراد الرومان اخضاع القبائل الجرمانية عن طريق اخضاع المملكة السويبية التي اسستها القبائل الماركومانية بزعامة مريود في مقاطعة بوهيميا ، وجهز تيبيريوس حملة لها الا ان ثورة القبائل البانونية والدلماتية في مقاطعة ايلليريا حال دون ذلك( ) تبذل جهود حربية في عهد أوغسطس ذات قيمة عسكرية في جهات الشرق من اجل الانتقام للكارثة التي حلت بالجيش الروماني بسبب الهزيمة التي انزلها البارثيون(Parthians) بقوات كراسوس. ولكي يرضى الرأي العام خضع البارثيون تحت تأثير التهديد باحتمال قيام حرب جدية ضدهم، فاذعنوا وقبلوا ان يعيدوا الاعلام الرومانية التي سبق ان استولوا عليها. وهذا هو الهدف بعينه من وراء الحملة التي شنها وهو جايوس قيصر(Calus Caesar) ضد ارمينا( ).                 ولكن حدث في سنة (9م) ان انضم ارمينوس ( Ariminius ) للثورة في جرمانيا وأوقع قوات فاروس الوالي الروماني في كمين ، اذ كان هذا الوالي يريد انشاء ادارة رومانية هناك ، مما دفع القبائل الجرمانية من اعلان الثورة والقضاء على جيشه ، اسرع تيبيريوس الى جرمانيا واعاد فيها تنظيم الجيش وصد هجمات العدو. وانسحاب القوات الرومانية بناءً على أوامر الامبراطور اوغسطس ، ذلك الانسحاب الذي خسر فيه اوغسطس شطراً كبيراً من كبريائه ، لقد اساء الرومان تقدير مهارة الجرمان القتالية وتخيلوها قبائل سهلة المراس تخيفها الحربة والسوط ، شأنها شأن قبائل الغال او سكان آسيا الصغرى وللأسف لم يكن هذا لأول مرة ، اذ تركت جرمانية حرة تسمح سكانها لمحاربة لرومان، اذ قررت هذه المعركة مستقبل جرمانيا. اذ ان الانتصار الذي حققه الجرمانيون بقياد ارمينوس خشى الرومان من عبور هذه القوات نهر الراين وتقوم ثورة عارمة في بلاد الغال ، على الرغم من ان شيئاً لم يحد ، لجأ اوغسطس الى اختيار قائد كفوء لضرب الجرمان وإعادة الشعار ، فضلاً عن إعادة الأمن والتوازن الى الإمبراطورية. فجند تيبيريوس كتائب جديدة ثم قادها في حملة ضاربة تمكن من خلالها معاقبة القبائل الجرمانية ، وقد اعترف الامبراطور اوغسطس بأنه لولا تيبيريوس لما تمكن من انقاذ الإمبراطورية( ) فضلاً عن ان تيبيريوس دخل المناطق الجرمانية اكثر من مرة وحقق بعض الانتصارات ، وقد كانت هذه الحملات اشبه بحملات الردع التأديب ، الا انه لم يفكر في استعادة الاراضي التي خسرها الرومان مع ارمينوس ، لذلك ذهبت انتصاراتهم مع القبائل الجرمانية هباءاً ، واصبح نهر الراين حداً فاصلاً بين الرومان وجرمانيا( ) ( ) .







  • 1

   نشر في 03 غشت 2023  وآخر تعديل بتاريخ 03 غشت 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا