علم ما وراء النفس- التحريك العقلي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

علم ما وراء النفس- التحريك العقلي

التحريك العقلي

  نشر في 05 أبريل 2020 .

علم ما وراء النفس

سنة 1960م حدث شيء غريب، حيث قامت إحدى القنوات ببث فيلم مصور يظهر امرأة روسية تقوم بتحريك أدوات المائدة عبر النظر إليها، كما أن تلك المرأة استطاعت أن تكسر بيضة وتفصل الصفار عن البياض دون أن تمسك بها، وهو الأمر الذي نسميه بالتحريك العقلي، وهو القدرة على التأثير على العالم المادي وتحريك الأشياء عن بعد أو بإستخدام قوة العقل دون أن يكون بين الشخص وهذا الشيء أي إتصال مادي، والذي يدخل ضمن دراسة ما وراء علم النفس (الباراسيكولوجي)، وهو الدراسة العلمية لظواهر معينة مزعومة، لا تخضع للافتراضات العلمية المعروفة.

حسناً.. هل يمكن لأي أحد تعلم تحريك الأشياء عن بُعد؟ أم أن هذه الظاهرة خاصة بهذه المرأة الروسية فقط؟ هذا ما سوف نحاول أن نعرفه اليوم.

كانت تلك المرأة الروسية هي نينا كولاجينا، وهي من أشهر الأشخاص الذي اعتبروا انهم يملكون قدرة على تحريك الأشياء عن ُبعد.

كانت نينا كولاجينا طفلة في الرابعة عشر، عندما اجتاحت ألمانيا بقيادة الزعيم النازي هتلر روسيا، فالتحقت كولاجينا مع باقي أسرتها للجيش الأحمر الذي يُقاتل الألمان، وبالطبع لم تكن تمتلك كولاجينا، ولا حتى عائلتها، رفاهية اتخاذ القرار، بل كانوا مجبرين جميعًا مثل باقي الشعب الروسي، فإما الانضمام إلى الجيش الأحمر والموت برصاص فيرماخت (القوات المسلحة الموحدة لألمانيا) أو التمرّد والموت برصاص الروس، كان الأمر أشبه باختيار الميتة التي تناسبهم.

خرجت نينا كولاجينا من الجيش، بسبب إصابة تلقتها في أحد المعارك، ولكن الإصابة لم تكن خطيرة إلى حد الإعاقة أو التسبب في حدوث عاهة، وذلك بدليل أن كولاجينا قد تزوجت وأنجبت وكونت أسرة سعيدة إلى حدٍ كبير. وفي أحد الأيام تفقد كولاجينا وعيها وينقلوها إلى المستشفى، وهنا بداية الأمور الخارقة، كانت كولاجينا تتمكن من معرفة الأشياء الموجودة داخل جيوب الممرضات دون أن يخبرها أحد، وكذلك كانت قادرة على تمييز لون الخيط دون أن تراه، وإنما فقط بمجرد اللمس، وهنا بدأ سؤال واحد يتردد.. كيف استطاعت كولاجينا فعل هذا؟! ومنذ متى؟!

زعمت كولاجينا أنها اكتشفت بالصدفة قدرتها على تجربة تلك الظاهرة التي اعتقدت أنها ورثتها عن والدتها، عندما أدركت أن الأشياء تتحرك تلقائيًا حولها عندما كانت غاضبة، الأمر الذي خلق ضجة كبيرة بين العلماء والباحثين النفسيين الذين بدؤوا البحث عن تفسيرات لتلك الظاهرة.

وفي 10 مارس 1970 جرت إحدى أكثر تجارب كولاجينا شهرة في مختبر لينينغراد، حيث كان العلماء فضوليين لمعرفة ما إذا كانت قدرات كولاجينا تمتد إلى الخلايا والأنسجة والأعضاء أم لا، لذا جعلو كولاجينا تقوم باستخدام طاقتها لوقف ضربات قلب الضفدع العائم في المحلول، هكذا ركزت كولاجينا باهتمام على قلب الضفدع وجعلته ينبض بشكل أسرع، ثم أبطأ، ثم توقف قلب الضفدع نهائيا. وفي اليوم التالي قام العلماء بي أجلسها على إحدى أطراف طاولة صغيرة، وفي الطرف الآخر جلس أحد العلماء أمامها، وقد تم توصيل عدة أقطاب بجسده لمعرفة أي تأثيرات قد تحدث على أعضاء جسده المختلفة، فقامت كولاجينا بالتحديق فى منطقة صدر العالم الجالس أمامها، ثم بدأت تحرك يديها أمامه من بعيد وبدا على وجهها الألم والتركيز الشديد وبدأت عضلاتها بالإنقباض، وفجأة قام أحد العلماء القائمين على مراقبة الأجهزة الطبية المتصلة بجسد العالم الجالس أمام كولاجينا بالإشارة إليها بالتوقف فوراً، لن الأجهزة الطبية سجلت نشاطا كبيرا فى تحرك عضلات القلب الخاصة بالعالم الذي يجلس أمامها، وقد بدا كأنه يعاني من أزمة قلبية، وما إن توقفت كولاجينا حتى سجلت الأجهزة الطبية إستقرار عضلات قلب العالم وعودتها إلى إنقباضاتها الطبيعية.

عبر العديد من الأفراد أن الموضوع بشكل عام علمًا زائفًا، وعبرت المنظمات عن شكوكهم فيما يتعلق بالتحريك العقلي، مثل مؤسسة جيمس راندي التعليمية، وهي المنظمة التي أدارت تحدي المليون دولار للخوارق، والتي قررت مَنح تلك الجائزة لأي شخص يمكن أن يظهر قدرة خارقة للطبيعة وفقا لمعايير الاختبار العلمي المتفق عليها.

كتب ماسيمو بوليدورو أن أوقات التحضير الطويلة والبيئات غير المنضبطة (مثل غرف الفنادق) التي جرت فيها التجارب مع كولاجينا تركت الكثير من الاحتمالات للخداع.

وقال بعض المشككين أن كل ما قامت به كولاجينا يمكن بسهولة أن يقوم بها شخصاً من ذوي الخبرة في خفة اليد، ومن خلال وسائل مثل الخيوط المخفية، أو قطع صغيرة من المعدن المغناطيسي، أو المرايا، ولكن.. كيف أوقفت قلب الضفدع؟!

والعالم الذى بدا كأنه يعاني من أزمة قلبية، وما إن توقفت كولاجينا حتى سجلت الأجهزة الطبية إستقرار عضلات قلبه.

إن الأمر معقد حقاً، وما زاده تعقيداً هو ظهور أكثر من حالة بعد ذلك لتحريك الأشياء عن بُعد، فالحالة التالية لشاب في مقتبل العمر اسمه خوان، وهو شاب من أصل كوبي يعيش في ولاية ميامي، ويعمل كاتبًا في أحد مستودعات الهدايا، صرح خوان أنه اكتشف صدفة أنه يملك قدرة خارقة تمكنه من تحريك الأكواب الموجودة فوق رفوف المكتبة و جعلها تطير داخل المستودع ثم تقع على الآرض وتتحطم، وكان يقوم بذلك وهو جالس وراء مكتبه، هذا الأمر أثار اهتمام وليام رول مدير مؤسسة البحوث الفيزيائية في ولاية كارولاينا الشمالية، والذي صرح بأن تلك القدرات هي عبارة عن روح شريرة غير مرئية تسكن الشخص وتجعله قادرا على تحريك الأشياء بالنظر إليها عن بعد.

لكن المثير في الأمر أن علماء علم النفس أشاروا أنه يمكن لأي شخص طبيعي أن يقوم عن طريق أداء بعض التمرينات بالتدريب على تحريك الأشياء عن بعد، وقد زعم بعض الأشخاص أن الأمر نجح فعلًا، لكن يبقى هناك شيئًا من الغموض عن هذه الطاقة الخفية التي تسير عبر ذرات الهواء ويمكنها التأثير في الأشياء المادية دون أي تواصل مادي بينها.

قد لا تقتنع بعلم ما وراء النفس، ولكن لا تنكر أنك تتمنا أن تكون لك القدرة على التحريك العقلي، أن علم ما وراء النفس هو ظاهرة غير قابلة للتفسير، ولكن.. هل يمكن تفسير كل الاحداث في الكون؟ بطبع لا، هل في المستقبل سوف يستطيع جميع البشر تحريك الأشياء عن بُعد؟ لا أعرف، ولكني أتمنى أن أكون هنا لكي أعرف.



   نشر في 05 أبريل 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا