يعد قانون الخيانة العظمى من اهم القوانين التي استخدمها تيبيريوس في احكام سيطرته على البلاد ، والتي دفعت الكثير من المؤرخين بان يميزوا عصره بالإرهاب وسموه بـ ( تيبيريوس الرهيب )( ).

صدر هذا القانون في عهد الإمبراطور اغسطس ، لإرغام الناس على اطاعة قوانين الزواج ، وقد نص على كثير من الفقرات منها :

1. نص على الجرائم التي ترتكب ضد الدولة .

2. من حق أي مواطن تقديم شكوى ضد أي شخص .

3. مكافأة المخبرين بربع املاك المتهم ، ومصادرة املاكه من قبل الدولة.

ومن الاسباب التي دفعت تيبيريوس الى تفعيل هذا القانون هي :

1. حالة الاضطرابات التي عمت البلاد اثر وفاة جرمانيكوس ، اذ كان الكثير منهم اتهم الإمبراطور في وفاته .

2. رسائل اجريبينا ارملة الجنرال الراحل وتحريضها للشعب ضد ه.

3. نتيجة لخوف الإمبراطور من تعاظم نفوذ سيجانوس .

كانت الأزمة النفسية التي عاشها الامبراطور مع قائد الحرس البيرتوري سيجانوس ، ولدت لدية حالة كبير من الشك ، لاسيما وان اوهامه من خلال اراء سيجانون وصلت به الى حد التشكيك بأفراد عائلته والمصير المؤلم الذي آلم باغريبينا وابنائها ، اصبحت حالة الشك لا تفارقه اتجاه الامبراطورية بأجمعها ، وازدادت سوءً عندما ادرك خيانة اقرب شخصية له آنذاك والمتمثلة بشخصية قائد الحرس البريتوري وافعاله .

كل هذه الاسباب دفعت الامبراطور الى توسع نطاق قانون الخيانة العظمى ليشمل ليس فقط من يتعرض للدولة في أي اتهامات ، بل الى من يتعرض لشخص الإمبراطور وافراد عائلته ( ) واذا لم يكن لروما مع عمومي او نائب عمومي ، ولم يكن لها قبل اغسطس جهاز للشرطة ، فقد كان من حق أي مواطن ان يوجه التهمة امام المحاكم المتمثلة بمجلس الشيوخ ، لكل شخص يعرف انه خرق القانون ، ونتيجة لانتشار المؤامرات ضد تيبيريوس ، واستخدام الامبراطور هذا القانون اد الى زياد المخبرين ، وكل من يحاول ان يستفيد من التبليغ عن الخارجين عن القانون . وعلى الرغم من العمل بقانون الخيانة العظمى ، زاد الإمبراطور من عدد المخبرين ( العيون ) ، علما ان هذا الجهاز شكل في عهد الامبراطور أغسطس ، اذ كان يبتغي من خلاله فضلاً عن اخباره عن المدينين لخزانة الدولة ، وللتبليغ عن المخالفين لقانون الزواج الذي شرعه( ).

رفع الإمبراطور تيبيريوس من مكانة هؤلاء المخبرين الذين كثر عددهم، اذ زاد في قيمة المكافآت التي كانوا يحصلون عليها من الغرامات والمصادرات اذ اصبح لهؤلاء المخبرين سطوة في المجتمع الروماني ، اخذ الناس يخشونهم ، بل حتى افراد أسرهم ، فضلاً عن ذلك ربط عمل المخبرين به مباشرة ، دون اللجوء الى تشكيل لجنة من مجلس الشيوخ للنظر في التقارير الكثيرة الواردة ، وهذا مما اساء لسمعة الامبراطور ، اذ نعت بالظلم والقسوة غير المتناهية ، تحولت فيه البلاد من حرة الى دكتاتورية وطغيان( ).

كان انصار الزعيم من مجلس الشيوخ ، على اتم الاستعداد لتنفيذ هذا القرار والسير في محاكمة المتآمرين بقسوة ، وكثيراً ما حاول الامبراطور ان يوقفهم ، وقد نفذ القانون تنفيذاً صارماً في حالة الذين اساؤا الى ذكرى اغسطس او تدنيس تماثيله ، اما ( الاشخاص الذين كانوا يوجهون التهم له فقد حرم أن يوقع عليهم )، واكد المجلس ان والدت الامبراطور ليقيا طلبت من المجلس ان يعاملوا المتهمين معاملة رحيمة ، لا سيما ممن يعتدون على سمعتها الطيبة ( ).