خاتمة الكتاب
كانت المقالات السابقة لتيبيروس نسخة بخط اليد لمؤلفة الكتاب عن محتوى عن هذا الكتاب
نشر في 10 غشت 2023 .
الخاتمة : يمثل اعتلاء تيبيريوس العرش الامبراطوري مرحلة مهمة في التاريخ الروماني السياسي و العسكري ، إذ عد أقدر حاكم شهدته الإمبراطورية الرومانية ، فقد واجه الكثير من المشاكل منذ نشأته و حتى وفاته ، اثرت في شخصيته و سلوكه و انعكس ذلك على سياسته تجاه روما و الولايات التابعة لها. و من خلال دراستنا لشخصية هذا الامبراطور توصلنا الى عدة نقاط من أبرزها : 1- يعد زواج أمه ليفيا من الامبراطور أوغسطس الخطوة الأولى في إمكانية وصوله الى العرش ، ذلك القصر الذي وفر له أسباب الراحة و التعليم ، و منحه الكثير من الخبرات العسكرية و الادارية . 2- شهدت روما و الولايات التابعة لها في عهده نوع من الاستقرار ، بعد أن قلل من نسبة الضرائب بشكل معتدل ، إذ ما قورنت بالمدة السابقة له . 3- تمكن تيبيريوس أن يحول نظام الحكم في الدول الرومانية من الحكم الجمهوري إلى الحكم الملكي المطلق . 4-عمل على تثبيت قواعد الحكم و حقق السلم و الاستقرار لسائر ولايات الإمبراطوية الرومانية . و لاسيما تحقيقه لمشروع السلام الاغسطي . 5-كانت حدود الإمبراطورية ما بين نهر الراين في اوربا الى اسبانيا ، و الفرات آسيا ، لذا كانت روما تضم كل العالم المتحضر آنذاك. 6-حُكم على الإمبراطور تيبيريوس بالبخل ، إذ كان لا يرغب بالأنفاق على الحروب ، او حفلات الملاعب ، لذلك خرجت الدولة في عهده بخزينة مليئة بالأموال . 7- تعرض خلال سنوات حكمه الى مؤمرات و مصائب عدة، من أبرزها طلاق زوجته فيبسانيا بأمر من أوغسطس ، و إجباره على الزواج من جوليا ابنة الامبراطور و التي جعلته اكثر انطوائية ، مما دفعه ذلك الى ترك روما و اللجوء الى جزيرة رودس . 8- ترك تيبيريوس في بداية حكمه الى لأمه ليفيا ، بعد أن شيد قصراً خاصاُ به بعيداً عن قصر الامبراطور أوغسطس ، و قد شكل ذلك موقفاً حرجاً للإمبراطور كانت سبباً في الكثير من المشاكل التي واجهته ، اذ كانت ليفيا تُصرف امورٍ عدة دون الرجوع اليه 9-كان تيبيريوس إدارياً ناجحاً ، إذ عاشت الامبراطورية في عهده رخاء و سلام و على يديه بدأ عهد السلام الروماني الذي وضعه الامبراطور أوغسطس ، إذ أعلن ( لا غزو و لاتوسع بعد اليوم) ، و لم يكن هذا القرار عسكرياً بل كان اقتصادياً ، اذ شقت الطرق و شيدت المستوطنات ، و اتبع سياسة اقتصادية عادلة اذ حرص على تعيين حكام عادلين ، منح مجلس الولايات حرية أكثر ، فقد كان عطوفاً عليهم ، فعندما ضرب زلزال مناطق عدة من آسيا الصغرى ، أمر بتقديم القروض و الاعانات للمتضررين ، بعد أن أوقف عنهم دفع الضرائب لثلاثة اعوام. 10- كانت الغاية الأساسية من إيقاف الغزو الروماني ، هو بقاء القوات الرومانية في مستعمراتها ، و التوقف عن فتح مناطق جديدة ، أي حروب جديدة ، اذ كانت تشكل عباً ثقيلاً على خزينة الدولة ، على أن تلك القوات أصبحت مهمتهاجباية الضرائب في المناطق التي تسيطر عليها و تؤمنها . 11- حاول الامبراطور ان يهدئ من مشاعر المحافظين من فئات الشعب الروماني ، لذلك تقرب من مجلس الشيوخ محاولاً اخذ رايه واستشارته في العديد من الامور ، بما في ذلك الشؤون العسكرية ، على الرغم من ان هذا القرار من وجهة النظر الدستورية ، كان وفق نظام المواطن الاول الذي وضعه الامبراطور أوغسطس . ومما زاد من حدة الخلاف بينه وبين مجلس الشيوخ هو ترفه وسلوكه ، فضلا عن انه سكن في مقر مجلس الشيوخ نفسه مما عمل الى التناقض والتضارب بينهما .
12- كان من نتائج شكه المستمر لاسيما بعد معرفته خيانة سيجانوس قائد الحرس الامبراطوري ، زاد من نشاط الجواسيس والمخبرين ، كما عمل على التوسع في استخدام الخيانة العظمى ، واجبار مجلس الشيوخ المشاركة في هذه اللعبة ، مما خلق جواً من الفساد والخوف بين الناس بل حتى بين اعضاء مجلس الشيوخ .