تجاربك السيئة " شهادة ميلادك" 2
نشر في 05 فبراير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
شهادة ميلادك
لا يمكن لـ شخص مر بتجارب يُطلق عليها " بـ السيئة" أن يتمنى لغيره المرور بها، محال من تجرع غُصة الألم أن يسمح لغيره أن يتذوقه أو حتى يقترب منه… هو نادرََا ما يتمنى أن يتأذى أحد داعيََا لغيره دومََا أن يكونوا أفضل منه مرددََا لهم "إن لم تجدوني في الجنة فـ لـ تسألوا عني".
فبعد كل تجربة سيئة ودعنا نُبدلها بـ " تجربة تأديبية" تجد نفسك أمام شخص ناضج فِكرََا وحِسََا، مُقدرََا لقيمة هذه الدنيا التي حقيقتها العدم والموت، ومراعيََا لـ نواقص النفس البشرية ومتناقضاتها.
سمات تلك القلوب
- أصحاب هذه التجارب هم أقوى البشر إيمانََا؛ لأنهم لامسوا رحمة الله لـ قلوبهم حينما حاربت وثابرت وحدها دون رفيق… فكان لهم - سبحانه- نعم المولى وخير معين.
- هم أهل الصمت الطويل، لن يجاريك في ثرثرتك ولن يُجادلك في رأيك؛ قادرين على استقراء الأحداث بمجرد مطالعة ملامح وجهك وسماعهم لبعض من حديثك.
شرف الخوض في تجاربنا السيئة
تجربة واحدة سيئة كفيلة أن تُتضجك أعوامََا ليُصبح وجهك طفلََا يعكس رِقة فؤادك وعقلك كهلََا من جُل ما رأى وعاصر… فـ هنيئََا لك شهادة ميلاد روحك مع هؤلاء الناضجين المتحدثين بقلوبهم، التي سقطت عليهم لعنة "الا إنتماء" لهذا العالم وأصبحوا "غُرباء".
فـ لـ تحمد ربك أن أعطاك هذا البلاء الذي يكمن في طياته رحمة، فكل تجربة تجعل منك نبراسََا لغيرك وتعجل نضوجهم معك وقد تصد غيرك عن طريق الخذلان بنصحك واثقالك لهم بخبرتك في معركة الحياة.
نصيحة مُجرِب
افتخر بما أنت عليه الآن، لا تجعل لأحد عليك سلطة بالقول والحكم على ما كابدته ومررت به. فهو لم يمر بمثل أحداثك و بـ نفس ظروفك و نسختك البشرية؛ استمع له فقط إن أهديته تجاربك يخوضها بنفسك أنت وتحت ظروفك الخاصة فعندما يخرج منها أفضل منك، حينها فقط كن له متعلمََا وإلا فليكف لسانه عنك ويصمت.
إننا دفعنا ثمن تجاربنا غاليََا من أرواحنا وأعمارنا، دفعنا مقابل التعلم. مهما مررتم بنفس تجاربنا لن يكون الثمن واحدََأ أبدََا… فـ ارفقوا بأرواحََا أنهكها التعب وراعوا في تعاملكم معنا نسختنا الطينية وطباعنا البشرية.
-
Lamis Moussa Diabامرأة بـِ أُمة
التعليقات
نبراسََا لغيرنا ... وتسهم في نضوج من حولنا ...وتكون قوة دافعة في تعديل البوصلة لديه
وتحيد به عن طريق الخذلان ...
و ذلك لاننا دفعنا ثمن غاليََا من أرواحنا وأعمارنا في مواجهتها...
ومن هنا كانت هي شهادة ميلادنا من جديد
دام قلمك المتألق... لميس .