الفلسفة والميتافيزيقا

فلسفة العقل، فلسفة المنطق، فلسفة الوجود، فلسفة الجمال، فلسفة الخيال، فلسفة الأخلاق، فلسفة البحث، فلسفة الاجتماع، فلسفة العلوم.... الخ

فما هي الفلسفة وما هو تعريفها وحكم تفعيلها؟..

ترجمة معناها لكونها تتألف من مقطعين (فيلو- سوفيا).. فيلو ومعناها حب الشيء وسوفيا ومعناها الحكمة.. فتكون الفلسفة هي حب الحكمة.. وفيثاغورس أول من أطلق على نفسه لقب فيلسوف، ويقال أن أول من لقب بالفيلسوف هو سقراط كونه أبو الفلاسفة جميعهم.

وتعريفها حسب ديكارت فإن الفلسفة هي مجموعة معارف جزئية خاصة، كما هي علم المبادئ العامة في دراسة الحكمة، كونها تهتم بعلم الأصول في الوجود من طبيعة وإنسان.. أي الفعل المدرك من هذا الوجود الذي مصدره الله الخالق

أما الفارابي فيعرفها بأنها العلم بالموجودات على ما هي موجودة بحقيقتها الظاهرة.

وعند الكندي فهي علم الأشياء بحقائقها الكلية، وجوهرها الذي يميزها.

فيما إبن رشد يصفها على أنها التفكير بالموجودات

الميتافيزيقا.. بدأت بعلم الفيزياء (الفيزيقا) من خلال دراسة علم ظواهر الطبيعة المادية المحسوسة والمرئية، ليخرج عنها علم (الميتافيزيقا) وهو علم يهتم بدراسة ما وراء الطبيعة من ظواهر غير مرئية وغير مادية لكن أثرها واضح وضوح الشمس.

وأول فلاسفة الميتافيزيقا هو عالم اليونان القديم الغارق بالأسئلة الفلسفية باحثا لها عن تبرير منطقي هو (أفلاطون عام 348ق.م)، فقد كان ميالاً إلى التعمق بظواهر الطبيعة غير المادية وغير المرئية تلك التي يمكن تصنيفها ضمن الإطار الما وراء الطبيعة، كالجن والأشباح وحالات التخاطر البشري والقوى الخارقة والطاقات البشرية المتجاوزة عن أقصى معدلاتها، فهو عالم كانت له طريقة في ملاحقة الأسئلة التي كانت تتقافز بذهنه وتتراقص بأعماقه، فالبرد مثلا ليس شيء ماديا نراه، لكنا نحس به وترتجف له أوصالنا وتصطك منه أسناننا تأثرا، والإله الخالق لا نراه لكننا نتحسس معجزات خلقة في كل شيء بالوجود.

فالميل ؟إلى تجاوز المعرفة العلمية بدأ منذ ذلك العهد البعيد في محاولات حثيثة للوصول إلى أصل الظواهر وسبر أسرارها الميتافيويقية، فالإنسان المفكر تنشأ في داخله الأسيئلة المتعلقة بالعالم المحيط به ضمن هذا الكون الذي يمتلأ بالظواهر الطبيعية المحسوس آثارها لكنها لا تبدوا بجالة مادية ظاهرة كما الجبار والأنهار والشمس والقمر الشاهقي البعد.

وقد كان لأفلاطون فلسفة لا تخلو من التفسيرات المرتبطة بحجم الرؤية، حيث اعتبر الظواهر غير المتواجدة بصورة دائمة على أن شأنها لا يتساوى مع الظواهر الدائمة الحضور، فالظواهر المارة التي تأتي وتزول منخفضة فوق الأرض، ولهذا هي في تفسيره ظواهر زهيدة القيمة، معتبرا ظاهرة النور بالشمس والقمر مثلا هي مظاهر علوية سامية ولهذا هي أجمل وأبهى بالكثير الكثير من الظواهر الأرضية المنخفضة، كما الزلالزل والفيضانات والبراكين المتفجرة والانهيارات الأرضية وحتى المد والجزر البحري، وكما الشجرة الشاهقة أجمل وأبقي من الشجرة المنخضة أو الزاحفة، وقس على ذلك أصناف التضاد ما بين الظواهر العلوية الشاهقة والسفلية المنخفضة، لكنه كان يجد أن الواقع الأرضي هو وجود في متناول الإنسان لهذا يستحق التأمل فيه والبحث عن أجوبة للأسئلة التي تثار حوله.

وقسم أفلاطون الميتافيزيقا إلى ثلاث فروع.. (اللاهوت الطبيعي) مفهوم الإله، والكزمولوجيا (العلوم الكونية) من خلال دراسة الفراغ والزمن، و(الأنطولوجيا) مفهوم الوجود وطبيعته وعلاقتها بالكينونات المتواجدة وطرق تصنيفها.

إنما اصطلاحا فإن مصطلح الميتافيزيقا أصبح لها دلالات متعددة، وفق تعدد وتنوع القراءات والتأويلات عند الباحثين حسب تفسيرهم لمصطلح ميتا على أنها محاولة تصنيفية أو اعتبارها علما يبحث في نوع الوجود كالخوض في معرفة الله وكينونة النفس البشرية.

على ذات المنهج سار تلميذه أرسطو، ودار في ذات مبحثه، لكنه كان ميتافيزيقيا معتمدا على أركان أخرى جديدة كعادة العباقرة بالتجديد والإضافة، ومثله فعل العلماء اللاحقون الميتافيزقيون، كلٌ كان له فلسفته الخاصة في التحليل والتبرير..

وظل الأمر سارياً على ذلك المنهج حتى عهد الفيلسوف (كانط) في القرن الثامن عشر، الذي حاول نسف نظريات من سبقوه حول الميتافيزيقا متهماً إياها بالسراب الذي لا طائل من البحث فيه، ولا موجب بالبحث بالظواهر الما وراء الطبيعة، وقال أن العالم الوحيد الذي يجب تدارسه بجدية دونما كلل هو العالم الواقعي الأرضي الذي نتحسسه أو نشعر بآثاره، وقد أورد ذلك في كتابه الشهير (نقد العقل الخالص) قاصداً بذلك التفكير الميتافيريقي الذي كان سائداً عند الفلاسفة السابقين.

وفي رحى النقاشات الدائرة بين العلماء، فإن فكرة الوجود شغلت العلماء الفلاسفة، ومثلت قضية فلسفية أساسية في مباحثهم.ِ