ذوق حياة بطعم الصداقة
حين تلغى المسافة
نشر في 05 فبراير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ترتاح روحك عندما تسمع اسماءهم ،تجعلك وجوههم تبتسم وسط تلاطم امواج الحياة ،فتتغير مجريات الاحداث وتهون الصعوبات،وتترقب حين تمر ذكراهم اشراقة الشمس بعد الجو العاصف ،ثم يجعلك صوتهم القادم من بعيد تقف وتتناول مطارية اهدوك اياها ،فتخرج وتتمشى رغم رداءة الطقس،تتذكر كيف بللتكم مياه الامطار الباردة ،فتضع المطارية جانبا وتقابل القطرات النقية بنقاوة قلوبكم .
تجمعكم الظروف وتفرقكم مرة اخرى و رغم المسافة تجد من يهتم لامرك ،من يدعمك ،من يجد الوقت لسماع اخر اخبارك ،من يشاركك همك و فرحك ،من يصدقك ويعرفك ،من راى اخر حلوى سيئة اعددتها واخر عمل قدمته ،من يقرأ حزنك في صمتك و يجبرك على التحدث و يقول ،ازرع ينبت،وكان الكلمات بذور تغرس في تربة روح نقية فتثمر نصيحة ودعما و ابتسامة .
كالمرآة تعكس وجهك ،تعرف وجوههم ،يحفظون عهدك في حضورك وغيابك،تجسيد للثقة التامة ،حيث لا مجال للخيانة او الفراق.ورغم الانشغال وكثرة المسؤوليات و بعد المسافة تجد من يطرق بابك كاحلى مفاجأة،حين تصير الصداقة بطعم الاخوة ،ويصير ذوق الحياة بطعم الصداقة ،تبحث عنك فتجدك على شاطئ البحر في برد شديد لا يحبه الا من تربى في مدينة ساحلية ، لانك لا تجد معنى لتجمدك هنا غيرهم هم من يعشقون البحر،هم من يعرفون اسراره و من يتقنون لغته ويفهمون غضبه،هم من يسبحون في الليل. ثم تلتفت لتبحث عنهم فتجدهم مختنقين من هواء مدينتك عكسك انت من لا تتحمل رطوبة مدنهم، بدورهم لا يجدون سببا لوجودهم في هذه المدينة التي لا بحر فيها غيرك ثم يحملهم شوقهم الى ازقتها و جسورها متى اشتاقوا اليك..ويؤكدون في كل مرة بانك تغار منهم لانهم يملكون البحر ،ولن تشرح لهم ،ولن يشرحوا لك، فالبحر و الجسر تناغما فصارا احلى صورة عن اختلاف رائع.
هم من يحتفلون بعيد الحب فيبعثون صورة لقالب الحلوى الذي سيعدونه فتخبرهم بانك لا تؤمن بعيد اخر غير الفطر والاضحى،فيخبرونك عن ايمانك بعيد الشجرة،ثم بان الكعكة لعيد الصداقة او لاي مناسبة سعيدة اخرى ، تدري بان الصداقة صهرت كل الاختلافات فاخذ كل منكم بنصيحة الاخر فتغير نحو الاحسن ،تجالسهم فتزرعون كل جميل ،تتغيرون و تتعلمون ولا تبخلون بمعرفة تطوركم او معلومة تفيدكم ،انتم من ضاعت انانيتكم في اول الطريق فانتبهتم لضياعها وسركم فقدها.لا تدرك مدى قوتك الا حينما يبحثون عنها ليتخطوا عواقب تواجههم فتنتبه بانهم ايضا عرفوا بان دعمكم لبعضكم احدث فارقا في كل شيء.
هم من يبعثون رسالة في السادسة صباحا "لا تختبئ انا اراك خلف شاشتك ترتشف قهوتك و تتصفح الاخبار"،فتضحك كالمجنون وترسل لهم رسالة "صباح الورد للورد ".هم من يبعثون رسالة في منتصف الليل "فقط الاذكياء لا ينامون باكرا"،فتجيبهم "ويتضايقون من صوت مضغ الطعام"،صفات قليلة تجمعكم فتتباهون بها لكثرة تناقض شخصياتكم.
ثم تفرقكم المسافة الملغاة فيبحثون عن دعمك وتبحث عن دعمهم ،فتجد القوة بكلماتهم وتتذكر كم شدوا على يدك فقمت و قاموا ،كل بعزيمته ينظر الى من دعمه ،فيجد السند نفسه مسنودا ،و تنظر الى اعينهم البعيدة فلا تحس بقرب غير قربها ،ولا تبالي بمن باع او غدر ،لانه هناك من وفى و دفع اغلى الاثمان للحفاظ على تواجدك في يومياته،حين قالوا بكل حزم ذات يوم نحن خلقنا اوفياء فلا تلتفت لسخافات البشر.
هل تعرفهم ؟،هل حافظت عليهم؟لا تخسرهم فهم نادرون جدا ،يجعلون حياتك رائعة ،ويخففون من وجعك ،معهم فقط تصبح الحياة احلى،ضحكة و ابتسامة ووجع يهون.هم الاصدقاء الحقيقيون الذين يبقون دائما الى جانبك و لا يفرقكم شيء ابدا.
التعليقات
قد تجد الصديق في اي وقت ،قد تعرفه منذ طفولتك او قد تتعرف عليه في شبابك،وعندما تجد من يستحق لقب صديق ،حاول ان تحتفظ به ،فهو عملة نادرة ،فبعد ان تقابل في حياتك اشخاصا مختلفين ،ستجد ذلك الطيب البسيط ،او ذلك اللامع الرائع ،قد تجده هادئا او طريفا ،لكن ما يجعله متميزا هو وفاؤه ،ووجوده دائما معك ،تثق به تماما ،ارجو ان تجده لانه نعمة حقيقية
رائع مقالك..وجملتك مستني،لأنه فعلا هناك أصدقاء قرروا الوفاء..وعدم الرحيل..أبدعت سلسبيل
دمتي مبدعة , في إنتظار كتاباتك القادمة .