التغيير ممكن مهما مرت السنوات
لا تخاف من أن تغير حياتك الخوف كله من الاستمرار في علاقة غير صحية
نشر في 01 ديسمبر 2020 .
التغيير ممكن مهما مرت السنوات
عاشت معه حياة صعبة قاسية مريرة لا يطيقها بشر؛ يستولي على راتبها؛ يخنقها بأوامره ونواهيه؛ لم يكن لها الحق حتى في اختيار قطعة اثاث جديدة او اختيار ملابس الأطفال ؛ حتى ملابسها ومستلزماتها الشخصية لم يكن يسمح لها أت تشتري لنفسها شيئًا، تحملت من أجل أسرتها وأطفالها الصغار؛ وتمضي السنون وهو نفس الإنسان صعب المعشر غليظ الطباع لا ينطق بكلمة طيبة؛ لم يتغير ؛ وهى رقيقة لطيفة صبورة تصمت وتتحمل ولا ملجأ لها إلا الله عز وجل ؛ تدعو وتصبر وتحتسب؛ وتمضي السنوات ؛سنوات طويلة ، سنوات عجاف مع زوج لا يعرف معنى الحنان ولا الحب وهى صابرة فقط حتى لا يتهدم البيت وينفرط عقد الأسرة ؛مثلها مثل أي زوجة في مجتمعاتنا العربية تحدث نفسها قائلة (ضل راجل ولا ضل حيطة وأهم حاجة العيال) ؛وتخشى أن تحمل لقب مطلقة!! يكبر الاولاد ويتخرجون في الكليات المختلفة ويتزوجون وتصل الزوجة الى سن التقاعد ؛ وفجأة تعلم الزوجة الأصيلة ان زوجها قد تزوج بأخرى!! وكانت الطامة الكبرى التي لم تتحملها !!وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير!! أبعد كل هذا الصبر والعذاب والحرمان يكون هذا جزائي ومكافأة صبري! تتزوج على بمالي!!! وانا أعيش في فــاقة وفقر وحرمان طــــــوال العمر !!وهنا ينفذ صبر الزوجة التي صبرت حتى عجز الصبر نفسه! وتقرر الانفصال عن هذا الزوج الغليظ المجرد من المشاعر!! وبالفعل حصلت على حريتها واستولى الزوج على الشقة والأثاث وكل شيء ؛حتى ملابسها لم يوافق على اعطائها شيئًا منها؛ لم تيأس الزوجة فالعمر معظمه مضى ولم يتبق الا النذر القليل ؛فاستأجرت مسكنًا جديدا وبمكافأة نهاية الخدمة ذهبت لأداء فريضة الحج التي لم تكن تتخيل يوما ولا تحلم أنها ستقوم بها مع هذا الزوج الضنين البخيل؛ وأصبحت تشترك
في رحلات وكونت صداقات جديدة وأصبحت ترتاد المطاعم وتشترك في الخدمات الاجتماعية والدعوية في النادي، وأصبح معاشها ومالها لها ولنفسها وشجعها أولادها على ذلك لأنهم عاشوا معها رحلة العذاب ورأوا بأعينهم ما ذاقته هذه الأم من ذل وعذاب وما عانته من حرمان وما تجرعته من هوان ؛ حتى راتبها لم تكن تنال منه إلا الفتات للمواصلات ؛ وبدأت الأم تعيش الحياة من جديد وتحيا من جديد -الحياة التي كانت فقدت معناها ولذتها -مع زوج كان يعد عليها الانفاس !ورب ضارة النافعة فزواجه من أخرى عجل نهاية هذه المأساة التي كانت تعيشها هذه الأم- ربما كانت ستظل تنهل من كأس العذاب لو لم يتزوج بأخرى !!
ويبقى الأمل! ،الحياة لا تتوقف ولا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة لابد أن ينهض الإنسان بعد أي صدمة ليرمم نفسه ويصنع لنفسه أملًا وهدفًا ومستقبلًا جديدًا ويحيا لنفسه قليلا بعد أن أفنى حياته كلها مع من لا يستحق، لا شيء مؤلم كالبقاء عالقًا في مكان لا تنتمي له ومع أناس لا يقدرون ما تفعله من أجلهم!! لم نخلق لنعذب!! عش لنفسك حتى لو بعد سن التقاعد فالأيام لن تعود!
الغباء الإنساني يكمن في الخوفِ من التغيير
بقلم دينا عبدالقادر محمد الحلو
-
دينا عبدالقادر محمد احمد الحلواعشق كتابة الخواطر والمقالات واحب القراءة والشعر والادب