تآوي الي حيث لا تدري حيث قادتها قدماها محملة روحها عالم مظلم.. تواري في ذكراها ما تآبي الا تبوح به.. توارت اسفل ظلال شجر النخيل و هي تسند ظهرها الي جزعه و جسدها يرتعش من الخوف.. 

صورة ابيها الظالم تترائي في عقلها الباطن و هو يطردها ذليلة خارج المنزل ناعتآ اياها بالمعقدة   لاخلاقها الملتزمة و كانها تدفع ثمن ميلادها وسط مجتمع ظالم فاش!!!  

لاذلت تفكر في سنون عقودها القليلة الماضية لكي آوتها منكبة علي النيل من العلوم نهلآ فآلت بها النهاية شريدة بلا مآوي وسط مجتمع جاهل فاش غريق في غيابات الظلمات!!! 

اخرجت الخريطة من وسط كتبها و تتابع المدن و البلدان.. حتي لمحت بين طياتها تلك المدينة المهجورة البعيدة الخاوية من السكان الا القليل... 

حدثتها نفسها ان تآوي اليها لعل بها سبيل صالح..  بدأت تفكر في كيفية الولوج اليها.. آل بعقلها الشيخ - صالح - الرجل الوقور صاحب المكتبة القديمة الذي يجلس فيها دائمآ و كم آلت له باحثة عن مصادر الكتب و امهاتها.. 

كانت المكتبة مبني قديم جدآ مكون من دهاليز ضيقة و بداخلها صفت رفوف الكتب و علي مكتب صغير نري رجل وقور منكب علي النهل من مخطوط قديم و هو يرتدي نظارة كبيرة يركز بها في المخطوط باهتمام و الي جانبه مجموعة من الدفاتر و الاوراق.. 

تقترب منه -ليانة - بترقب و قد اخفضت رأسها لارض باحترام ثم ناجت الشيخ - صالح - بصوت رزين هادئ :

سلام عليك - شيخ صالح - هل يمكن ان تدلي لي بخدمة؟؟ 

انا في خدمتك دكتورة - ليانة - كيف اساعدك يا ابنتي؟؟ 

هل تستطيع مساعدتي في الولوج الي المدينة المهجورة التي حدثتني عنها في حديثك السابق..  . 

لقد حذرتك يا ابنتي هذه المدينة ليست آمنة لك..  هذه المدينة اختفت عقب حدوث بركان اضاعها تمامآ و الولوج اليها الان شبه مستحيل انتي تبحثين عن ابرة في وسط كوم قش!!! 

تقصد ان الطبيعة البيئة لم تعد صالحة للبحث!! 

انت تبحثين عن السراب يا ابنتي اصبحت الان مجرد ارض خاوية بلا سكني!! 

من يدري ربما اذا استكشفناها بالحفائر نعثر علي دليل ما!! 

لا تجازفي يا ابنتي بالسراب و الاوهام..ما رأيك اصحبك معي في رحلتي الي القبيلة لديهم عالم بيئة هام اريد مرافقته..  

بالتأكيد لكن احكي لي المعضلة!! ما قصة هذا العالم 

بروفيسور - جيمس - عالم اسباني شهير يتكلم العربية الي حد ما..  في مجال البيئة و التربة و قد اشتكي اهل القبيلة من عدم نبتتة الحشائش و قد ظنوا بخرافات السحر بوجود سحر في القبيلة تمنع الارض من الري و معضلتهم ان آكلي لحوم البشر يريدون ان يميتوهم ثكلي الجوع و العطش ثم يلتهموهم التهامآ.. 

حسنآ هيا بنا انا معك يا عم - صالح - 

في ذات اللحظة كانت القبيلة تعد احتفالا خاصآ للدكتور - جيمس - اعدت الولائم و تغنت الجواري و عزفت موسيقي افريقية جميلة.. و الدكتور _ جيمس - بينهم سعيدآ بما اعد له.. 

كان يراقب حفلهم اكلي لحوم البشر ممثلا في كبيرهم - جاك - الذي كان يحمل بيده زجاجة سم و هو يبتسم بفخر علي انتصاره عليهم..  

علي حسب مفعول السم سيفعل السم الذي رشه في الارض الزراعية في منتصف الليل عندها سيموت جميع الحاضرين و تبدأ الوليمة الحقيقة لاكلي لحوم البشر... 

كانت تشعر بثمة شئ ما سيحدث حاستها السادسة دائمآ قوية..  اشتمت رائحة سم مكروه قادم من الارض صرخت - ليانة - بقوة 

فليتوقف الجميع يوجد سم هنا.. 

عم الفزع ارجاء الحفل بينما اقترب دكتور - جيمس - من التربة بحرص و هو يرتدي جوانشي و بالحقنة نجح في اخذ عينة من السم و ارساله الي المعمل و اغلاق الارض الزراعية فورآ بالسياج القانون حتي يتم تطهيرها تمامآ... 

كانت - ليانة - خائفة -  هي تفكر في امر التربة و ما علاقة آكلي لحوم البشر بهذا الامر الي ان تذكرت امر هام... 

علي حسب رواية الشيخ - صالح - آكلي لحوم البشر مرتكزين في المدينة القبلية يهاجمون كل من اقترب منهم...  ربطهم ثأر قديم باهل القبيلة لاستئثارهم بذبح الحيوانات كاالابقار و الماعز و منع آكلي لحوم البشر عنها!!!  

يقترب منها - جيمس - و قد تهلل وجهه فرحآ بعدما ظهرت نتيجة التحليل و عرف الحقيقة...  

يتبع..