قالها لى بابتسامة لطيفة مختبئاً خلف الباب،نظرت إليه نظرة دونية ربما ظننته معاكسًا رغم صغر سنه، ولكن سرعان ماتنبهت لحديثه..
لم أستطع محادثته، فمجرد أن اقتربت المحطة التالية اتجه إلى الباب مسرعًا ،ولم أره بعدها ..ازداد الفضول فى داخلى وخطرت الظنون ببالى أصبحت أحدث نفسى
لماذا كان يختبىء؟؟ وممن؟ هل سرق شيئًا ..أو ربما حاول أحدهم الاعتداء عليه؟ ولما لم يستغيث.. لم اختبأبعربة السيدات ؟.. أفكار مشتتة راودتنى، كدت أنسى موعد نزولى وما أن وصلت بدأت أتلمس شيئًا من الحقيقة
عربات مملؤة ..أكوامًا غير مرتبة ..حركات غير طبيعية بالمكان وانتشار لأفراد الشرطة ها أنا تيقنت "قضى الأمر"
لقد كانت حملة لإزالة الاشغالات من محطات "المترو"، والطرق المؤدية إليه،..حقًا لقد قاموا بوظيفتهم على أكمل وجه الطرق صارت نظيفة , ممهدة للمارة ,هدأت وطأة الزحام
لا أنكر ذلك على الإطلاق فهذا واجبهم..
ولكن هل تبادر إلى ذهن احدهم ماهو مصير ذلك الطفل وأمثاله؟ كم كان خائفًا وبريئًا فى اللحظة التى حمد ربه فيها بنفس مطمئنة بالرضا لمجرد أنه استطاع أن ينجو بما معه من بضائع..
من يدرى ربما كان عائلاً لأسرته، ربما يعيش شيخوخة مبكرة منحتها له الظروف بعد أن سرقت منه طفولته ..لعله كان أفضل من كثيرين ممن يندبون حظهم ولم يحركوا ساكنًا
ربما لاننظر إليه نظرة حب أو عطف فهو فى نظر الكثيرين جزء من مشكلة تعيق المجتمع وحجر العثرة أمام مظهره الحضارى ..لم نعتبره يومًا جزءًا من هذا المجتمع
له كما لنا كافة الحقوق تلك التى لم يطلب منها سوى أبسطها.. أن يكسب قوت يومه فقط ! لم نفكر حتى فى إزالة تلك النظرة الدونية التى طالما نكافأه بها كلما مر بالقرب منا ..
نظرة لمت نفسى عليها بعد أن تبين لى مقصد إبتسامته
فأصبحت أردد "الحمد لله لم يره.. الحمد لله مشافهوش"
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥