غروركِ أنتِ . أم أنانيتي أنا .. أيهما أقذر ...؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

غروركِ أنتِ . أم أنانيتي أنا .. أيهما أقذر ...؟

  نشر في 14 شتنبر 2015 .

بقلم الكاتب المحامي : إيهاب ابراهيم -


قال لها : يا وردة أيامي وربيع أحلامي .. كيف هي أحوالكِ وأخباركِ

قالت له : يا شمسي ونور أوقاتي .. أنا سعيدة بنورك الذي يبرز جمالي وبهائي ويزيدني ألقاً

أجابها بإبتسامة خبيثة : لا تتواضعي يا صغيرتي .. فمن جمالكِ ونور عينيكِ أستمد ضيائي وأُنير طريقي

أجابت بعد أن لمع في عينيها بريقٌ خاص : لا تكن بسيطاً يا عزيزي .. فجمالي وبريقي أنتَ من أكتشفه وأظهر وميضه الى هذا العالم .. فقبل لقائي بكَ كنت تائهةً ضائعةً في بحر الألام وزواريب الأيام السوداء ..!!

صمت قليلاً قبل أن يجيب وقال : لا يا زهرة أيامي ورحيق ربيعها فأنا مركبُ تائه وأنتِ شاطئي ومرساي الذي ألقي فيه كل أحزاني وهمومي .. بكِ أكبر وأحس بكياني ووجودي .. أنتِ من يعطي للأوقات نكهةً ولوناً .. وعبيراً يشعل فيّ رجولتي ..

قاطعته على عجل وأجابت : ما عرفتك متواضعاً الى هذا الحد .. أرجوك يا عزيزي لا تستمر بهذا التهكم فأنتَ من كان يقول سابقاً ومراراً أنا هو الرجل الوحيد المتبقي في هذا الزمن الضائع .. فلا تلقي على مسامعي كلمات وعبارات الإطراء والمجاملة الممزوجة بالتهكم والمعجونة بأناك المتضخم

أجاب على عجل : يا وردةً كنت أحسبها مخملية .. أنتِ من قام بصّم آذاني ومسامعي ليل نهار بفرادة جنسكِ وندرة نوعكِ .. أنتِ من قالت عن نفسها أنا من تجسدت فيّ فينوس بجمالها الرباني وأنا من يستمد الشعراء من عينيَّ إلهامهم وقريحتهم وعفاريت أشعارهم

.. أشاحت بنظرها عنه بعد أن أطلقت الى وجهه نظرة إحتقار وإزدراء ..!!!

وهنا تغير محياه وطفت أناه المتكبرة وقال: آرى فيكِ ذاك الغرور الذي أمقته ولطالما كنتِ تحاولين عبثاً إخفاءه وراء قناع وجهكِ الجميل ومكياجكِ الأبله ..

أنتِ يا من غروركِ صخرة تتحطم عليها أعتى الأبطال الشجعان

أجابت واللؤم بادٍ على محيّاها : أنتَ يا من ترى في ذاتكَ وشخصكَ إنطوت كل مفاهيم الرجولة فأنانيتك السوداوية عاصفة هوجاء مجنونة تقتلع كل ما هو جميل في هذا العالم .. إني لأكاد أجزم إنك ترى الرجولة في بدايتها ونهايتها هي خطواتك التي تخطوها على هذه البسيطة وكلماتك المبعثرة الحمقاء هي للشجاعة والبطولة عنوان ..

أجابها بإنفعال : إنَّ أنانيتي التي تنعتيني بها أستمدها من غروركِ وعنجهيتكِ فأنتِ من أيقظ فيَّ هذه الخصلة فهي صنيعتكِ أنتِ يا مغرورتي .. أنتِ ..!!!

إمتعض وجه جميلتنا وقالت : صدقني يا رجلاً كنت أحسبه من بين الرجال يوماً : غروري الذي تنعتني به ما هو إلا طفل يحبو أمام أنانيتك وإعتقادك بالتفرد .. فالشمس تشرق لأجلك كما كنت تدّعي وتقول .. أقولها لك بصراحة أنانيتكَ المفرطة وحبكَ لذاتك المتضخم سيكون سبباً في سقوطك وفشلك القادم .. كُن أكثر حباً للأخرين ولتقلل من حبكَ لذاتك المفرطة ..

تواضعي قليلاً يا صغيرتي .. هذا ما قاله لها بغضب .. فغروركِ لن ينفعكِ في شيء صدقيني فجمالكِ سيخمد ويزبل بريقكِ مع مرور الأيام وتعاقب السنين .. وستبقين بعدها وحيدة مهملة .. ضائعة .

..وهنا وفي هذه اللحظة التاريخية من عمر هذه الأحداث المفصلية سمع الإثنان صوتاً قادماً من البعيد ..

إسمعا أيّها المخلوقان العجيبان المعتوهان .. سأقول كلمتي وأمضي .. وبحق أنتِ بأنانيتكِ وأنتَ بغروركَ تشكلان ثنائياً رائعاً ليس له مثيل ..

أنتما مرآتان لبعضكما البعض إنكما تكملان بعضكما البعض .. فلا تقوما بتحطيم مرآتكما على وجه كل منكما الأخر فتضيعا وتذهب ريحكم .

بغروركِ أنتِ وأنانيتكَ أنتَ تستطيعان صنع كل ما هو قبيح ومزري ... وقذر على وجه هذه البسيطة فأنتما تتنفسان من خلال بعضكما البعض فلا تقطعا الهواء عن أحدكما فيموت الأخر بموته ..

أنتما خلقتما لتكملا بعضكما البعض ..

.. إنقطع الصوت فجأةً ...؟؟؟ ...

لحظة صمت ... وبعدها خمد ذلك الصوت الى الأبد ...

وهنا نظر الإثنان الى عينيّ بعضهما ورآى كل منهما بريقاً من نوع خاص وغامض في عينيّ الأخر ..؟؟؟

فقام الإثنان وركضا بإتجاه بعضهما البعض وتعانقا وتشابكت أيديهما وتسمّرت أعينهما ببعضهما بنظرات .. الحب والإحتقار معاً ..!!!

...؟؟؟؟؟؟.......!!!!!!!!!.......

وبهذا إنطوت صفحة سوداء من صفحات تاريخنا الأسود المظلم وعادت حياة البشر الى طبيعتها الغرائزية الروتينية .. المملة .. وكأن شيءً لم يكن ...؟؟...

اللاذقية 20\2\2014

 www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

www.twitter.com/ihab_1975

e.mail:ihab_1975@hotmail.com

gmail:ihabibrahem1975@gmail.com


  • 5

   نشر في 14 شتنبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا