اجري في الرواق الطويل ،اجري بسرعة ،اهرب من الحقد ،اهرب من الالم ،اهرب منك ...

دمعة تسقط،في غرفة مظلمة ،تمسح بسرعة ،ترسم ابتسامة متقنة لممثلة بارعة تعودت على فن الفرح ،وتخرج لتعد العشاء  ، تبتسم ،تضحك،تناقش ،تتحمل كلمات غبية ،غبية جدا،وتعود الى ذات الغرفة المظلمة .

كم انت قريب ...ما ابعدك!

ارسم اجمل لوحة ،اختار الالوان،وردي كحلوى بنت شقية،ازرق كبحر وسماء تمازجا في افق قريب ،فصارا واحدا،اخضر كعيني  ما عرفت حين انظر اليهما اانا قمر ام ملاك،احمر كوردة حمراء،اتقن مزج الالوان ،فاتحة وقاتمة ،..اكاد اكملها ،انام من  شدة تعبي،استيقظ فأجد اللوحة ملونة بالاسود والرمادي.

من انت ؟! اانت قريب!كيف وصلت اليها؟هل انت قريب؟ اذا كنت قريبا فما ابعدك!

واذا كنت بعيدا ،كيف استطعت الوصول الى لوحتي؟

ذكريات

انا نسيت كيف اهديت خناجر الحروف،نسيت كيف جرح قلب ابيض بحث عن الجنة فوجدها لا تاتي الا بعد الموت ،نسيت كيف دفنت قلبي ذات يوم وصرت رائعة لا تحس،نسيت كيف تعلمت ان  احارب وانا اعيش ،نسيت كيف صرت قوية كالحجر ،نسيت كيف تعلمت ان يبتسم وجهي ويبكي ذلك الشيء الذي ينبض بين ضلوعي واسمعه الان بشدة،دق او لا تدق ،ذكروني ويا ليتني نسيت ،يا ليت هذه الذاكرة خانتني ،دق او لا تدق ،لا مكان لك هنا ،اوحسبتها جنة !؟،لا جنة هنا ولا قلوب،استطيع اخيرا ان ابكي ،،استطاعت دموعي ان تنزل ،اشتقت الى البكاء ،اشتقت اليه كثيرا ،رغم انه يصيبني بصداع شديد جدا،امسك رأسي بيدي ،اضغط عليه بقوة كي لا ينفجر ،وابتسم لدمعة طال انتظارها ،خففت عني بعض الوجع،ذكريات انساها فتاتي الكلمات تلو الكلمات تذكرني وتذكرني لا تنسي ابدا ....الذكريات.

دمية

 كلمات قاسية ، قلت لي حين تكونين انثى تعلمي ان تكوني دمية.

تعلمت بسرعة ،معلم عبقري،تحبه وتكرهه،تحتاجه و تهرب منه،انظر الى هذه الانا جميلة 

 و انيقةو بدون مشاعر،ستعيشين بشكل افضل ،بسعادة اكبر ،لا ،لا تعتقدي ذلك ،فقط بشكل افضل كي لا تجرحي كثيرا من كلمات مسمومة،هل اعتقدت ان الناس تتغير،انت فقط تتغيرين،اما السيء فيصير اسوء واسوء،ايام تذهب وتعود،الوان تزين الحزن فيابى الا ان يبدي خنجرا ويرسم خطوطا حمراءا على ذلك الشيء الاحمر الذي يدق لا اميز بين الجرح والدم والطبيعة ،احس فقط بثقل لا يتحمل ،يدفعني الى الهروب بعيدا ،بعيدا جدا ،تصعد روحي ،وتصعد لتلامس اية«فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون»(يس)،اهدأ قليلا ،اتذكر انني دمية،ارتب شعري،وارسم وجهي ،و البس مجوهرات غالية احسد عليها ،و انظر الى المرآة كاخر خطوة لاتاكد من روعة الابتسامة ،واخرج  لمقابلة المدعويين بلباقة بريئة ،لا يتقنها غير من شرب الادب حتى ارتوى،اجلس قليلا لارتاح،وانظر الى تلك الوجوه المزيفة،لا اكرههم و اكره قربهم،ساقوم بعملية تبشيعية،لا يرى جمالي ،جمال سوف يزول ذات يوم،ربما لن املك حينها القوة  للمواجهة،ساستعد الان و اجمل روحي،فربما لن يفقدني مرتين كما حصل مع روكسان(الشاعر،سيرانو دي برجراك)

لنا الاختيار

انظر الى المرآة،بعد العملية صار وجهي قبيحا،لم يلاحظ فهكذا كان يراني ،او ربما لاحظ فهو لم يعد يدعو احدا الى المنزل،ارتدي فستانا اسود لاول مرة في حياتي،يناسب قبح وجهي ،ويناسب بياض روحي ،اتاملني ،انا مازلت ابتسم ،اضحك بصوت عال ،عال جدا ،يهتز المنزل،الا هو،لا اجده ،هو هنا ،قريب!ما ابعده!

امسك الممحاة  ،امسح اللوحة،امحوها جيدا من اثر ذلك اللون الاسود،يترك اثرا على يدي البيضاء ،انظر الى وجهي ،كنت جميلة جدا قبل شهور ،اثار العملية  تختفي يوما بعد يوم ،وجراح القلب تابى ان تلتئم ،تلتهب يوما بعد يوم،ارسم بيتا صغيرا ،و حديقة جميلة ،ازهار كثيرة ،بالوان زاهية ،وانظر الى الالوان الرائعة.يبقى لي اختيار الالوان،ستكون الوانا فرحة ،فرحة جدا ،ساشتري علبة الوان اخرى ،فستمحى لوحتي ،ذلك اختيارك،وترسمها بالاسود والرمادي ،تلك الوانك،سامحوها غدا ،وارسم اخرى،لا آبه للاجزاء الممزقة منها ،واذا ما تعبت من الرسم ،ساتماسك،واصفع نفسي بقوة حتى لا انسى باني بالنسبة اليك دمية وبانني لنفسي جديرة بكل الاحترام ، تذكر جيدا جدا بانه  كان لنا دوما حق الاختيار في ان نجرح ام لا من نحب.