وددت لو أن رحم الحياة لفظني من أوصاله نائمة ،إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ،وددت لو أنني لم أكن شيئا مذكورا ،وددت لو أنهم صاحوا :"ماتت قبل أن تحيا " ...
ستبكي أمي ،و سيحزن أبي .
و سيهون الأمر بعد الهدوء ، لأنني كنت لأغدو طائرا سيجيء كالغيث بعد القحط غدا يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ،لأسقيهما و العباد عطشى !
لكن شيئا من ذلك لم يكن ،و أنا الآن أصارع من أجل الموت بسلام .
حتى بعدما قدر الله كوني حية أرزق ، وددت لو أنني أعيش كطفل صغير لا يعي قسوة الكلمات ،و لا دلالة التصرفات ،وددت لو أنني أنسى و أتجاهل .
لكنني لا أستطيع ،و ما كان لراشد يوما أن يغدو طفلا ،و ما كان الله ليقبض روحا لم يحن أجلها ،و ما كان الله ليذر عبدا ضعيفا خارت قواه من فرط صعقات الزمن الحارقة ،و ما كان لأمة حقيرة أن تشاء إلا أن يشاء الله ، و
"إني لأرجو لقيا الله بقلب سليم ، و إن نفسي السيئة لتدفعني إلى مستنقعات من أوحال الذنوب تدنسني و تجرني إلى أعماقها كلما حاولت الخلاص ، و إني لأرجو من فيض رحمة النور قسطا أنعش به روحي و أغسل به خطيئتي ،أسد به رمق فؤادي و أخمد به نيرانا ملتهبة باتت تضنيني، لأتم ما بقي من حياتي بسلام ، فقد وهن العظم مني ، و اشتعلت الروح شيبا ، و ماذاك إلا من نفسي التي تنأى بي عن الخير كلما دعوتها ، فيا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، و إني ليحزنني الران الذي غشى فؤادي و أحاله خربة شوهاء ، تعتريها ثقوب و هوات سحيقة ترعبني كلما تطلعت إليها و حاولت إصلاح شأنها ،
و إن لي بحارا أمواجها مضطربة من فرط رياح الذنب العاتية ،أغرقت سفينتي، و هي كذلك إلى أن يأذن الله للحطام بالرسو ...
فغفرانك ربي و إليك المصير"
يبدو أن الحياة أعقد مما كنت أتخيل ،و أنني لا زلت طفلة أتصورها كما رسمتها ذات مساء على أنغام البراءة بألوان الطيف السبعة !
سأصبر ،و ما صبري إلا بالله ،عليه توكلت و إليه أنيب .
لذلك ، دفنت التمني على قارعة الطريق ...
و أنا أحفر ،تهادت إلى روحي أنوار علمت أنها ومضات رحمانية ،،
ألقيت به ــ التمني ــ بسرعة في الحفرة التي لم تكتمل بعد ،و غطيته و قد بللت عبراتي الثرى ، رفعت بصري إلى السماء ،فإذا بالمنادي ينادي أن : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) .
"سمعت و أطعت و أنبت ، غفرانك ربي و إليك المصير" . قلتها بصوت متحشرج يحاكي الله و هو العليم بما في الصدور عن شجن مكتوم ، تعب القلب من حمله .
استمر نشيجي إلى ما شاء الله ، لا أدري متى غفوت ،إلا أنني استيقظت وقد لفظت من أعماقي ثقلا رهيبا لطالما أوجعني .
الحمد لله
-
حفصة"انتظرت الغد المشرق طويلا ... طال انتظاري ،و لم أفقد الأمل . فأقبل ذات يوم ك أجمل ما تكون إشراقة الصباح : صادحا بأعذب أنغام الحب ، و أنساني وجع انتظاري " حفصة . هنا أخط بعضا من فلسفتي في الحياة . مرحبا بكم جميعا ،طبتم و طابت أق ...
التعليقات
و لكن يا حفصة حسبنا أننا نتقيه ما استطعنا .^^
شكر الله لك ايتها الطيبة
لو تعلمين كم احب الطيبات امثالك
الكلمات متماسكة و تحاكي القلوب
حقا اثرت في كلماتك الصادقة
مزيدا من العطاء و التوفيق ان شاء الله <3