صديقتي ... اكتب إليكي رسالتي و أنا اعلم إنك لن تقرئيها
هل تعلمي انني أحيانا اشتاق إليك كثيرا، لا أقصد أنني أريد ان أراك الآن بعد مرور تلك السنبن و العقود، بل أريد ان أراك كما كنت في تلك السنوات الغضة، و تلك الايام التي كنا نلعب فيها سويا خلسة بعد انقضاء يومنا الدراسي.
و حينما كنا نصعد فوق سطح البيت خلسة و نتمشي و نركض سويا و لا نعبأ بأى خوف او تهديد أهلنا، اشتقت لايام كنا نستيقظ مبكرا و نفرح بعطلتنا و ننتهز تلك الفرصة لنجهز طيارات من الخيط و البلاستيك، و نطيرها و نتسابق في طيرانهم جوا، هل تتذكرين دراجتي التي ركبنا على مقعدها كثيرا و حذاء االتزلج الذي كنا ندور بعجلاته.
اشتقت لايام نجلس معا و نشاهد افلام و نعبث بالورق و الاقلام و نهرب من مذاكرتنا باللعب و النكات،في تلك الزمان كنا نعتقد أن السعادة موجودة في زمن آخر مع آخرون في ارض أخرى و مع مرورالزمن و الاحداث و دوران الارض.
هل وجدت السعادة حقا! ام انك أحيانا تشتاقين لما مضى مثلي... هل تشعرين بالحنين أحيانا ام انك طويتي أيامها نسيانا ... هل مازال شيء من الماضي يقبع في ذاكرتك ... هل مازال لديك تذكارات تلك الماضي ... ام اخذك واقعك الي الركون اليه... مهما كان ردك فمازال لدي هناك حنين و ناقوس يدق يذكرني بك و بايامك كلما هلت نسائم الماضي.
لا أعرف لماذا كتبت تلك الكلمات الآن .. على الرغم انك بذاكرتي و اتذكرك على مدار عشرات السنين ... و لكن شيء ما من الماضي يلاحقني ليظل في ذاكرتي ... و هل من منطقي ان تعيش في ذاكرتنا أطياف من الماضي تظل توقظ حاضرنا ... لماذا يطاردنا بالرغم من رحيله ... و لماذا يشتعل الحنين نحوه الآن.... لماذا لا يقبع بعيدا عن واقعنا.. هل من إجابة إذن.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة
التعليقات
عودة حميدة للكتابة , بالتوفيق .