ونستمر في التلاعب بحياتنا. أماكن جديدة وأناس جدد. مواضيع آنية لا تسمح بالتأجيل ونحن نأجل حياتنا. بين هذا وذاك قد نضيع. قد نهرم ونحن لا زلنا في العشرينات والبعض يعرف ريعان شبابه في الخمسينات. متناقضون نحن البشر مختلفون عن بعضنا البعض وكذلك قد يتعارض ظاهرنا وباطننا. نحن الأسوأ على الإطلاق حينها. لا نود الجلوس مع ذواتنا لنفهمها فتستمر رحلة الضياع ونستمر في النحيب وجلد الذات وتجريم الاخرين. قد يوجد حل بسيط قادر على فك شفرات بأسنا. أدعو نفسك على كوب من القهوة او الشاي في مقهى لوحدك أو في حديقة عامة. تفرج مليئا في الناس تارة وتحدث مع نفسك تارة أخرى. اسألها تحمل حماقتها واجب أسئلتها. واجهها لا تهرب فهي رفيقة دربك ما حييت. فلا تجعل رفيقتك عدوة كما يفعل بعض الأزواج. تقبلها بضعفها وأسمح لها أن تخرج كل جبروتها. أعد الكرة كل أسبوع أو كل شهر أو حتى كل سنة. المهم ان لا تهرب. سترى ان جلسات المصارحة قد تعدو مصالحة فيخف غضبك وتحب ما أنت عليه. هذا الحب لا يدعوك إلى الركون قد يكون بوابتك للتغيير. فلتمضي قدما وقد خف حملك فتحلق في سماء أحلامك.
قد يعارضني البعض قائلا:" دعوتها، ولكنها لم تستجب."
لا بأس. عليك ان تدعوها مرارا وتكرارا لتفهم الأسباب الدفينة وراء هذا التلبد، هذا الموت على قيد الحياة. فهي من تعلم الأسباب لكنها قد تستعصي وترفض التفاوض. حينها أنت محتاج وبشدة لخبير مختص في هاته الحرب خبير في الاستقصاء لسبر اغوار هاته النفس الشاذة فتعترف بالإكراه فتحسن فهم بعضكما البعض وتلينا وتعود صداقتكما مجددا. فالموت حقا هو أن تعيش انت وذاتك أعداء ولا تسعى للصلح البتة.
Photo: https://www.pinterest.com/pin/247416573250788292/
-
Dr. Marwa Mekni Toujaniأستاذة جامعيّة - مدونة مستقلة