- الحمد لله هاقد وصلت إلى المحطة ولم يفتني القطار بعد. من فضلك يا سيدي أريد تذكرة واحدة إلى أحلامي.
- تفضل هذه التذكرة واصعد على متن هذا القطار
- ماهذا إنها ورقة بيضاء لا يوجد شيء عليها، هل أنت متأكد أن هذا هو القطار الذي كنت أنتظره؟.
- أجل أجل هذا القطار متجه إلى أحلامك، والآن هيا اصعد بسرعة ولا داعي للأسئلة.
وبعد سنوات...
- أعزائنا الركاب، شكرآ على اختياركم قطارنا. وجهتنا ستكون لاشيء. ومدة الرحلة هي مدى الحياة.
مضحكة هي الحياة حين تقودنا أقدارها إلى المجهول، نركب قطارآ كنا نظنه يخصنا، نمعن النظر في وجوه الركاب حولنا، من هؤلاء ليست هي نفس الوجوه التي رسمتها في لوحتي، ولا هذه هي الألوان التي كانت فيها.
هل فات الآوان على ترك القطار، أم أنه لاتوجد محطة قريبة للوقوف. ماذا عن القفز من النافذة، لكن احتمال الموت كبير، لافرق فأنا ميت في الحالتين.
مالذي أبحث عنه وأريده، وإلى أين أوجه دفة السفينة، وأين سيرسوا قاربي،
ليت لدي شمسآ تنير دربي، نوراً يضيء طريقي، لونآ لايجف حبره يكشف معالم لوحتي.
صوت قلبي يقول لي عد إلى الخلف سر نحو الماضي، هناك ستعرف من تكون.
حيث ترى المستقبل أحلى مما قد يكون، يعيد لروحك الذكريات ولا يهجرك مدى الحياة.
أدر الدفة للوراء ماتبحث عنه قد تركته ورائك. هذا ماتبحث عنه وتريده، وهناك فقط سترسوا سفينتك.
أهم شيء عندي هو شيء أنا لا أعرفه بعد، لهذا تراني أفتش عنه كل يوم دون أن أتعب. كنت أعتقد بمجرد أن أمتلك المال ستتغير حياتي وأجد ماكنت أعتقد أنه أهم شيء فيها. حتى لو امتلكته فسيكون فقط بيدي ولن يملأ القطعة الناقصة بقلبي.
اللوحة التي طالما تمنيت رؤيتها، هي الآن من غير ألوان. والأحجية التي تفك اللغز، لازالت قطعها ضائعة. والمشهد الذي ألعب فيه دوري في مسرحية الحياة لم يبدأ فصله بعد.
ربما يأتي يوم أجد فيه ماضيعت كل عمري في البحث عنه، وإذا لم أجده تصبح الحياة بلا معنى.
-
ابراهيمخواطر ليس إلا...