النيرفانا - فناء المعاناة
في خضم ضغوطات الحياة اليومية، و الإجتماعية، والعملية تراكمت بداخلنا المشاعر التي لا نجد لها مخرجا سوى الكبت الذي يُفاقمها ويعرض صحة المرء الجسدية والنفسية على حد سواء للخطر .
يتخبط الإنسان في الحياة المادية، وبين ملذاتها بحثا عن السعادة ورغبة في الإطمئنان، ومآله إلى حالين :
إما إلى الملل السريع وازدياد انفعاله أو إلى الرغبة في المزيد والمزيد، مما يغذي الطمع والأنانية في النفس و يزيد حياة المرء تعقيدا .
تراق أيام العمر بين الندم على الماضي والخوف من المستقبل المجهول وتنسكب لحظاتنا في الفراغ والضياع ، لكن ما أن يختنق المرء بالمعاناة والعذاب حتى يهرع باحثا عن الحل بعدما خسر صحته و أيامه .
إن ما يغذي فينا مشاعر الخوف و الغضب و الكراهية هو استسلامنا لها أو محاولة تجاهلها بالإنغماس بملذات الحياة و الهروب إلى عيش حياة مترفة مما يضاعف تلك المشاعر بداخلنا .
إن لم تحرر نفسك من سيطرة الرغبات و الأفكار الخاطئة و المشاعر القاتلة فلن تحظى بالسلام الداخلي و إن تغنيت به طيلة العمر .
النيرفانا تُعرف بأنها : حالة الخلو من المعاناة ، فهي حالة الإنطفاء الكامل التي يصل إليها الإنسان بعد فترة طويلة من التأمل العميق، فلا يشعر بالمؤثرات المحيطة به، و بمعنى آخر ينفصل بذهنه عن العالم الخارجي مما يساعده على إدراك الأفكار الخاطئة و الرغبات المؤذية للروح ليتم التحرر منها بشكل تام و الوصول إلى السلام الداخلي .
النيرفانا حالة وعي العقل للتخلص من سيطرة الظروف و المشاعر فحين يتطهر الإنسان من الأفكار الخاطئة ومشاعر الخوف والكراهية والعنف والغضب والحنين ..إلخ من المشاعر المؤذية فإنه يصل إلى السعادة الحقيقة، لكن النيرفانا تحقق ماهو أعمق من ذلك و تصل بك إلى الحكمة .
تتحقق النيرفانا بالتدريب الطويل "روحيا وجسديا" على التأمل و النظر بعمق للحياة، فالتأمل و تركيز الانتباه على اللحظة الحالية و المكان الحالي يقودك إلى التحرر من المعاناة حيث الرضا التام و السلام الداخلي لتنعم بحياة حقيقية وهادئة، كما أنها تساعدك في السير نحو شغفك و أهدافك في طريق آمن نفسيا و صحيا .
و تبقى الروح الملاذ الوحيد للتحرر من المعاناة .