خواطر(بل هو خير) "7"
" حقبة من حياتي قد تكون قصيرة من حيث الزمن لكن ما بها من أحداث جعلها في نظري عمرا بأكمله"
نشر في 24 نونبر 2015 .
خاطرة7:
كنت أتمنى الإلتحاق بكلية الإعلام منذ سنوات عدة ويبدو أن أمنيتي جاءت كنتاج طبيعي لما اكتسبته من خبرة متواضعه في إلقاء الشعر وكتابته وكذلك ممارستي لفن التمثيل أيضا مما شجعني على هذا الإختيار بالتحديد وأحمد الله تعالى على تحقيق حلمي الذي طالما رجوت أن أراه واقعا وقد كان.
لكن ما لم أضعه في حسباني هو شعوري بالغربة في تلك البيئة الجديدة"كلية الإعلام" وقد كان شعورا طبيعيا نظرا لإختلاف كلا البيئتين..بيئة إنطوائية نشأت فيها وتأثرت بطبيعتها واستمتعت بها إلى بيئة أخرى أكثر تحررا ..وكان تلك مشكلتي في هذا الوقت وهي ضعف تواصلي مع الناس فقد كنت أفضل الجلوس وحيدا في أغلب الأحيان كما اعتدت على ذلك من قبل ولم يكن يشغل ذهني سوى المذاكرة وقراءة الكتب الدراسية وحسب ولا مانع من قضاء بعض الوقت مع بعض زملائي الجدد للتعارف.
وفي تلك الفترة لم أنجح في تكوين صداقة سوى بواحد فقط وقد كان رفيقي في غرفتي بالمدينة الجامعية ولم تكن بالصداقة الحقيقية كما كنت أتمنى أما الباقون فلم تربطني بهم صلة قوية فكانت علاقة سطحية باهتة وقد كنت مستمتعا بذلك إلى أن حدث ما عكر صفو علاقتي بنفسي وبالآخرين أو كنت أظن أنه سوء وهو أني أجبرت على التواصل مع الآخرين وإكتساب صداقات جديدة نظرا لطبيعة الدراسة نفسها التي تقتضي التواصل الدائم بين الطلاب وتفرد للعمل الجماعي أهمية بالغة لاسيما في مثل هذه البيئة فدفعت دفعا إلى هذا الإندماج الذي أبرز عيوب شخصيتي في التعامل مع الناس فدخلت في موجة حزن على إثر تلك التجربة التي أفقدتني صداقات كثيرة إلى أن رزقني الله بأمل في التغيير من خلال أخي.
فبينما هو يسير في إحدى الطرقات وجد إعلانا عن منحة للتنمية الذاتية بإشراف عدد من المدربين الكبار وعلى رأسهم د/إبراهيم الفقي رحمه الله وحين عاد للمنزل أخبرنا بهذا الإعلان وتحفزنا لحضور تلك المنحة وحينها لم أكن أعلم ماهية التنمية الذاتية وما فيها من علوم ومهارات سلوكية تنمي النفس الإنسانية وتدفع صاحبها إلى التغيير الحقيقي وليست النفس الخاملة التي ألفت الكسل وتنتظر شفاءا عاجلا دون أخذا بالأسباب كما أمرنا الله تعالى بالصبر على هذا التغيير الذي لن يأتي ما بين شمس وضحاها دون بذل جهد ملموس يُشعر صاحبه بقيمة ما يسعى إليه من هدف نبيل وهذا ما حدث لي بفضل الله وعونه فلم أكن أعلم أن الله تعالى سيجعل تلك المنحة سببا في تعديل نظرتي لذاتي و الحياة من جديد فقد كان لها تأثيرا بالغا لم أكن أتصور حدوثه
-
علاء صلاح الرفاعيكاتب إذاعي ومعد برامج بقناة أراك ميديا بالعربي على اليوتيوب ،المنسق الإعلامي لمبادرة دعم المحتوى العربي على الإنترنت برعاية إتحاد أراك "سابقا" ،،، كاتب إذاعي بإذاعة البرنامج العام ،كاتب في موقع مقال كلاود