علاقتك مع نفسك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

علاقتك مع نفسك

  نشر في 08 أبريل 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

علاقة الحيكم مع نفسه, التعامل مع النفس من منظور الحكيم

قد يستغرب البعض من أن هنالك علاقة بين الانسان ونفسه فكيف توجد علاقة والانسان ونفسه شيئ واحد , وقد يخجل الانسان من أن يتحدث مع نفسه أمام الآخرين .

ولكن الحقيقة اننا جميعا نتحدث مع أنفسنا ولكن في الخفاء دون ان يرانا احد لكي لا نتهم بالجنون ولكن الحكيم يعلم ان نفسه جزء منه ويعلم ان إصلاحها مهمة كلف الله العباد بها .

قال تعالى (ياأيتها النفس المطمئنة *ارجعي الى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي *وادخلي جنتي )سورة الفجر آية 27الى 30

وطمأنينة النفس تعني سكونها ورضاها بالايمان من دون أي شوائب أو ضعف أو شكوك وأن يصبح الايمان عقيدة ثابتة لا مجال لمناقشتها أو البحث فيها .

فمن هذه الآية استنتج الحكيم ان الله سيحاسبنا على حالتنا النفسية والتي تنشأ وتتكون طبقا لنمط حياتنا وتصرفاتنا وأن الوصول للطمأنينة والرضا هو طريقنا للجنة والرضا يوم القيامة وأيضا الوصول للطمأنينة ينشأ ويتكون من نمط حياتنا ومعتقداتنا .

فكل المشاعر السلبية والقلق المفرط والخوف والاكتئاب و عدم الارتياح ماهي الى مضادات للطمأنينة ومن فضل الله أن أنعم على الانسان بهذه المشاعر ليبحث عن طريق للتخلص منها . والحقيقة أن الايمان هو علاج كل أمراض النفس .

وفعلا الكل يبحث عن الطمأنينة فالبعض يبحث عنها في الاستقرار المادي والبعض الآخر يبحث عن الشهرة والمناصب ولكن الحكيم يعلم من العبر في التارخ ان ليس كل من امتلك أمور الدنيا وصل الى الطمأنينة المقصودة في الآية .

ففرعون مثلا أصبح ملكا ولكنه لم يكن يشعر بالطمأنينة بل كان يشعر بالنقص في نفسه ويدل على اختلاله النفسي رفضه لله والقتل والجرائم التي كان يقوم بها ونهايته وقد جعله الله عبرة للناس فاعتبر بها الحكيم .

وذلك لا يعني أن السعي للمال والمناصب سيجعل منك سيئا فالمال زينة الحياة الدنيا والانسان يحب النجاح ، ولكن كل هذه زينة للحياة الدنيا فقط يجوز لك الاستمتاع بها فيما أحل الله ولكنها ليست الغاية العظمى والطريق الموصل للطمأنينة .

فذهب يبحث الحكيم عن طريق الطمأنينة بعيدا عن رغبات الناس الدنيوية حتى وجد قول الله تعالى (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد آية 28.

والاطمئنان بذكر الله يعني أن يذكر الانسان ربه فيطمئن قلبه ويزول عنه الهم والغم والخوف ويصبح في حالة استقرار نفسي واطمئنان لأنه يعلم ان الله لن يترك عبده .

ويعلم الحكيم انه قد يصيب الانسان ابتلاء من الله بشيئ من الخوف والجوع ونقص في الأولاد والأموال والابتلاء هو امتحان للعبد ولصبره وصدقه و ايمانه واطمئنانه بذكر الله .

والنجاح في الامتحان يكون بمدى صبرك وبقاء قلبك مطمئنا بذكر الله رغم ماتواجه من ابتلاء ، والفشل فيه هو سخطك واعتراضك .

علما بأن الامتحان لا يكون بصورة ثابتة فقد يكون كثرة مالك ابتلاء من الله ليرى ماذا ستفعل بالمال وكيف ستستخدمه ، وفي ذات الوقت قد يكون فقر غيرك ابتلاء ليرى الله هل سيصبر أم سيعترض ويسخط والدليل في قوله تعالى ( فأما الانسان اذا ماابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن* وأما اذا مابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) سورة الفجر آية 15و 16

وكلا الحالتين فيها ابتلاء وأنكر الله تقدير البشر في اعتقادهم بأن من يمتلك المال أكرم ممن لم كان فقيرا ووضح أن كلا منهم في ابتلائه .

وهذا ماينبغي أن تعلمه وتوقنه لكي لا تنظر الى مايملك غيرك وتطمئن .

ومن المعتقدات التي تزيد الانسان طمأنينة وقوة هو اعتقاده بأن الأقدار بيد الله وحده لا يعلمها سواه وان في أقداره خيرا وان لم تعلمه وانه لا يمكن للبشرية ايذائك أو نفعك الا باذن الله .

وعندما أنزل الله آدم وحواء وابليس من الجنة الى الأرض قال سبحانه وتعالى (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) سورة طه آية 123 .

وهنا بين الله سبحانه وتعالى أن اتباع هداه هو الطريق الصحيح والخالي من الضلال والشقاء . والضلال هو الحياة بلا هدف ولا معنى ولا فائدة والشقاء هو مايتعب النفس من هم ومشاعر سلبية وهما من أكبر مسببات الأمراض النفسية التي تعالج بالهداية واتباع أوامر الله والابتعاد عن نواهيه .

وكما ذكر لنا الله في كتابه طريق اطمئنان القلوب والحياة الهانئة ووضح لنا (الا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد آية 28

ذكر لنا في آية آخرى سبب من أسباب التعاسة والحياة الضنكا قال الله سبحانه وتعالى ( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) .سورة طه 124.

بين الله في كتابه ان الاطمئنان بذكره واتباع هداه هو الطريق الموصل للطمأنينة والحياة الهانئة ونهايته الجنه وان اتباع الناس أو الهوى والاعراض عن ذكره هو طريق الشقاء والظلال والحياة الضنكا .

وهكذا استنتج الحكيم من القرآن الطريق الذي سيسلكه فيجد الراحة النفسية ويصل للجنة باذن الله .

وذكر الله في كتابه ثلاث أنواع للنفس وهي:

1_ النفس المطمئنة : وهي النفس التي يتمنى الحكيم أن تكون نفسه وهي النفس المخلصة لربها باتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه والراضية بقدره وقضائه قال تعالى قال تعالى (ياأيتها النفس المطمئنة *ارجعي الى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي *وادخلي جنتي )سورة الفجر آية 27الى 30.

فمن كانت نفسه مطمئنة يسأل الله عز وجل الثبات على ماهو عليه بالدعاء والتقرب من الله اكثر وأكثر .

2_ النفس اللوامة : وهي النفس الوسطى بين الصالح والطالح وهي التي تتبع أوامر الله وتبتعد عن مانهى ولكن يتمكن الوسواس منها فترتكب الذنوب ولكنها تعود تائبة مستغفرة قال تعالى (لا أقسم بييوم القيامة * ولا أقيم بالنفس اللوامة ). سورة القيامة آية 1و2.

وقد تعرف النفس اللوامة بتأنيب الضمير أو الحسرة بعد ارتكاب الذنوب والظلم وقد يعتقد البعض ان ذلك الشعور نوع من أنواع الاكتئاب أو الحزن ولكنه عكس ذلك فهو نعمة من الله على عبده ليرجع اليه .

فمن كانت نفسه لوامة تأنبه بعد الذنب فوجب عليه ان يحمد ربه على تلك النعمة فهنالك من هو غافل يرتكب الذنوب وينسى أن يستغفر ربه .

وينبغي على صاحب النفس اللوامة أن يتبعها ويكره ارتكاب الذنوب ويتوب عنها حتى تطمئن نفسه وتصبح نفسا مطمئنة .

3_النفس الأمارة بالسوء : وهي النفس الغارقة في الذنوب المحبة لها والغافلة عن ذكر الله وعن تذكر يوم الحساب قال الله سبحانه وتعالى ( وماأبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء الا مارحم ربي ان ربي غفور رحيم ) سورة يوسف الآية53 وكانت الآية على لسان امرأة العزيز التي راودت النبي يوسف عليه السلام عن نفسه وطلبت منه أن يزني بها فرفض عليه السلام لأن نفسه مطمئنة برحمة الله وذكره .

فمن كانت نفسه أمارة بالسوء فواجبه جهاد النفس حتى تعتاد نفسه على كره الذنوب فتبدأ بلومه حين يرتكبها ثم يتبع نفسه اللوامة ويبتعد عن الذنوب حتى تطمئن نفسه بذكر الله والابتعاد عن الذنوب والقيام بما أمره الله .

وجهاد النفس يكون بأساليب مختلفة منها :

عقد النية والاتفاق مع النفس على ترك الذنب ، مراقبة النفس وعدم تركها لهواها ، محاسبة النفس على ماارتكبت من أخطاء .

ومن الأمور التي تزيد الانسان قوة في مجاهدة نفسه هي أن يعلم الانسان أنه مسؤول مسؤولية كاملة عن نفسه وانه ليس مسؤول عن غيره فما يهمك هي نفسك وحالتها ولا تكترث لما يفعله الناس .

قال تعالى (بل الانسان على نفسه بصيرة) سورة القيامة آية 14 

فأنت أفضل شخص يمكنه اصلاح حالتك النفسيةوتحسين شعورك تجاه  



   نشر في 08 أبريل 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا