إذا سمعت ذات يوم صوتا ينادي من أعماقك الى"حيّ على الفلاح"..فاستجب،استجب إليه في تلك اللحظة وقل"نعم"،ستكون تلك الخطوة هي الأهم في حسم طريقك الى هدفك و أسلوبك في المضيّ نحوه،ستكون بتلك الخطوة قد اختصرت نصف الطّريق لأنك استجبت للمنبّه أي أنّه وبلغة العلوم ستحدث إجابة ناجعة،وستكون قد تغلّبت بكل قوّة على هواك،وعلى رأي المثل:
"إعرف هدفك..
آمن به وتحرك لأجله..
فإنّ ذلك جدير بأن يحرّكك..
ويعزّز ثقتك بنفسك..
ويعطيك قدرة خارقة..
على العطاء و العمل و البذل"
فاستجابتك لهذا النداء المستجدي إليك من بين تراكمات كثيرة قد عمّرت برأسك،واستنفذت جميع طاقتك،وصرفت تفكيرك نحوها،ستكون بصيص الأمل لذلك الصّوت،فحيث و كما نعلم حسب قواعد الفيزياء:"لكل فعل ردّ فعل مساو له في الشّدة و يعاكسه في الاتجاه"،في هذه الحال نميز استجابتين:
1-إمّا أن تستجيب للنّداء.
2-أن تتجاهل النّداء.
بالنّسبة ل1 :كن متيقّنا أنّ النّداء الّذي سيصدر هو أعماقك الباطنة التي ترجو إصلاحك و الّتي جبلت على حبّ الذّات،فهي بالتّالي تروم مجدك و نجاحك،أمّا القوّة المعاكسة فهي قطعا هواك الذي يركنك الى منطقة الرّاحة(comfort zone) كما يطلق عليها علماء النّفس،فالاستجابة في هذه الحالة ستعد نجاحا و تغلّبا على الصّراع الدّاخلي،وبهذا تكون قد كسرت حاجز الهوى،لأنّ ما تحقّق لك من الرّضا النّفسي عند أوّل مواجهة سيدفعك لتحقيق المزيد،فقوّة تعقبها قوّة خطوات ناجعة نحو الهدف.
بالنسبة ل2 :إنّ تجاهلك للنّداء في حقيقة الأمر هو نتيجة و ليس سبب،لأنّه حتما نتيجة رضوخك لنفسك و رغباتها المغلوطة و الّتي ترى في وضعك الحاليّ أحسن حال،بل إنّها تعمد الى أعمق من ذلك حين توهمك بإمكانية خسارة أكبر من احتمال فوز،فتحاول معك أن تبقى كما أنت،وهنا تسيطر عليك مشاعر الاحباط و التّشاؤم،فتشعر بالهزيمة مع أنّك لم تقم سوى بعملية التّفكير،فتركن الى نفسك و تنتهي إلى خلاصة أنّك إنسان فاشل،و أنّ ما قدّمته إلى حدّ الآن هو أقصى ما تستطيع فعله في هذه الحياة.
إنّ بداخل كلّ منّا فكرة،حلم،هدف،ينشد و يرجو رؤية النور،قد تكون المعوّقات كثيرة،ربّما داخلية أو خارجية،و لكنّها لا تعدو أن تكون مجرّد هواجس تزيد و تنقص بحسب إيمان الفرد منّا بفكرته و صدقه معها،وبحسب ذلك الإيمان تكون الانطلاقة و يكون العمل.
-
GolDen Roseقَيْدَ..البَحثِ عَنِّي..