مرة أخرى أتيه وأدخل دوامة الحيرة، لكن هذه المرة مصحوبة بأحاسيس ممزوجة بالظلم والغيرة والاشمئزاز والتأسف والحسرة ! أي مجتمع هذا الذي يُحمِّل الأنثى معظم مسؤوليات فشله؟! فكلما عجز عن معالجة ظاهرة أومشكلة ما حمَّلها على على عاتق ''ضعفاء المجتمع" كما يسمونهم والذين من بينهم الأنثى، سواء أكانت أختا أم زوجة أم بنتا أم عشيقة ...المهم أنثى! فهي دائما ''السبب" وهي التي عليها تحمل "النتائج"، فأخطاء المجتمع جله تدفع ثمنه أنثى! فمثلا نجدها ملزمة لوحدها بتحمل مسؤولية الحفاظ على السمعة والشرف والذي يظن البعض بل الأغلبية أنه ''غشاء بكارة''، ووصمات العار، وبأن تقاوم نظرات المجتمع وحديثه واعتقاداته وعاداته وتقاليده وخزعبلاته وكل حماقاته. أما الذكر فيبقى ذكرا! مجتمع بلغ أدنى منازل التخلف. أي ذكورة وأية أنوثة؟! أين الرجولة؟ أين الشباب والشابات ؟ أين المنتجين والمنتجات ؟ أين المبدعين والمبدعات؟ أين المفكرين والمفكرات؟ أين حاملي هم بناء العلم والحضارة ؟ أبهذا تسمون أنفسكم متحررين؟ بمظاهر باهرة وعقول فارغة لازالت تعتقد أن الأنثى مجرد آلة ؟ مجتمع متناقض ومعطوب! فلتبقى هكذا يا مجتمعي، نوم هنيئ أو بالأحرى أرقد بسلام .