تمت التجربة بنجاح , مرحباً بك في هذا العالم المميز ..
كن على موعد مع تجربة مختلفة , ترقبها فلا يفصلك عنها سوى دقائق معدودة ..
نشر في 26 يناير 2018 .
عدة تساؤلات تراودني من حين إلى آخر , عدة تساؤلات تؤرق هدوء ذهني وصفاء أفكاري وتودي بهم إلى الفيض بالمزيد من التساؤلات ..
فلتسمح لي عزيزي القارئ بمشاركتك إياهم حتى أستطيع البوح بما يزيد اضطراب بحور أفكاري ..
هل تعتقد أننا يمكننا العيش في عالم آخر عن عالمنا الذي نحيا فيه فعلياً ؟
هل تعتقد أننا نستطيع العيش بأكثر من عالم من الأساس ؟
إجابة مبدئية : نعم , فلا تتعجب من هذه الإجابة , فكما قلت مسبقاً : تساؤلات تزيد اضطراب بحور أفكاري ..
هل تريد الآن أن تكتشف معي تفاصيل الإجابة , هل تريد الآن أن تخمد نيران فضولك وعاصفة تعجبك بسبب الإجابة المفاجئة على غير توقع عقلك المنطقي الرافض ..
في بداية قرأتك عزيزي القارئ لتلك التساؤلات ستشعر بالغموض والحيرة القابضة على كل ذرة من ذرات عقلك , وذلك سيدفعك إلى استكمال القراءة أكثر فأكثر للتفتيش عن أسباب منطقية لهذه الإجابة ..
ولكن قبل أن نزيل غموض هذا السؤال والغموض الأكبر لإجابته دعني ازيد عليك جزءاً آخر من مشاركتي لك بالتساؤلات المقيدة المحبوسة بسجن أفكاري , كانت هكذا مسبقاً ولكن الآن قد وجدت من يطلق سراحها : أنت ..
ما المقصود ب " عالم آخر " الذي ذكرته في حديثي ؟
أهل هو عالم ملسموس واقعي نستطيع بكبسة زر أن ننتقل إليه بأجسامنا وأرواحنا , ننتقل إليه كلما أردنا ذلك , أي وقت , تحت أي شروط وأي مبررات لهذه الرحلة مبهمة التوجهات ..
أم هو عالم معنوي خيالي حسي , نستطيع أيضاً أن ننتقل إليه لكن هذه المرة سننتقل إليه بما نملكه من ذكريات , هذا هو الأختلاف الوحيد عن العالم السابق ..
فهل أنت على استعداد لعمل تجربة عملية بسيطة نذهب بها سوياً إلى هذا العالم الخيالي , تجربة ستكشف لك كل أسرار وغوامض هذا العالم , تجربة ستجدها مألوفة لك وستجد نفسك قد فعلتها مراراً وتكراراً من حين إلى آخر ولكنك لم تكن تعلم مدى أهميتها وقيمتها , ما عليك سوى أن تلقي ما يؤرق ذهنك وما كنت تفعله قبيل حديثنا جانباً , دع كل شئ خلفك الآن لدقائق معدودة فقط , كل شئ إلا ذاكرتك العظيمة , ذاكرتك الحاوية على ذكريات ومواقف مرت عليك خلال مشوار حياتك ومازالت تمر وتُحفظ داخلها كل لحظة ..
هل أنت مستعد ؟ فلنبدأ ..
خطوتك الأولى بسيطة : اغمض عيناك , فقط هذا أول ما ستفعلة لتجربة ستأخذك لعالم أكبر مما تتخيل ومعقد بمراحل عن هذه الخطوة التي لا تُحتسب من الأساس ..
اغمض عيناك ظاهرياً وباطنياً , اي اغمض عيناك عما كنت تراه حولك واغمضها عما سوف تراه بعدما اغمضتها , ف اجعل هذه الخلفية السوداء صافية السواد لا يعتريها أي خيالات أو أفكار ..
خطوتك الثانية : قد تكون أبسط من الأولى , استقل بحواسك كلياً , القي القبض على سمعك وتركيزك واجعلهم منفصلين تماماً عن ضوضاء الحياة , حافظ عليهم ولا تتركم ل أي شئ قد يسلب منهم استقلاليتهم عما يدور حولهم من عالم يسير لا يتوقف ولا يهدأ ناسه , امسك بهم في قبضتك كالطفلة البالغة من العمر خمس سنوات القابضة بعروسها وتأبى أن تعطيها لأختها الأصغر , اقبض واحكم قبضتك ..
الخطوة الثالثة : وهي الخطوة الجوهرية الفاصلة لتجربتنا اليوم , عد بزمنك كما شئت أن تعود , يمكن أن تعود به ليوماً أو شهراً أو سنوات لا حصر لها , فقط عد بك إلى أي وقت أردت أن تعود إليه , والآن تذكر هذا الوقت وما حدث فيه , استرجع ذكريات هذا الزمن وعد صياغة احداثة في مخيلتك من جديد كأنك تحيا في هذه اللحظة من تاريخك , عش فيه وتذوق كل لحظة تمر عليك وأنت تتذكر ماضيك المملوء بذكريات غير قابلة للدفن في أرض الذاكرة , غير قابلة للنسيان أو التحرر خارج أسوار عقلك ..
والآن : أنت تحت تأثير التذكر , ويمكنني أن اهنئك : تمت التجربة بنجاح وأنت الآن في " عالم الذكريات " ..
أعتقد في نهاية تجربتنا اليوم أنك قد ادركت وتم إزالة الغموض عن تساؤلاتي التي طرحتها عليك في بداية حديثنا , بعد هذه التجربة البسيطة , وبعد رحلتك الرائعة لهذا العالم الآخر المميز والمختلف كلياً عما تحيا في عالمك الواقعي الروتيني الممل أحياناً , أعتقد الآن أن اجابتك عن تساؤلاتي ستكون " نعم " أيضاً بعدما ايقنت صحتها بنفسك , وأدركتها بإرادتك ..
فقل لي الآن هل تجد في هذا العالم ملاذاً من واقعك المميت لإنسانيتك ولابد من اللجوء إليه دائماً ؟ أم أنه مجرد رحلة إن لم تستقل على متنها يوماً فلا أثم عليك ؟
وما هو شعورك بعدما انتقلت لهذا العالم قليلاً ؟ وما هو شعورك بعد عودتك بسلام من هذه الرحلة المذهلة ؟
سأخبرك عما يجول بخاطري واعطيك انطباعي عنها : لقد وجدته عالم مميز حقاً , عالم يخلو من النفاق والكذب : فكل ذكرى فيه قد حدثت بالفعل وغير قابلة للتزييف او تغيير الاحداث " كما يحدث في واقعنا " , عالم يخلو من الانتهاء : فلم يتوصل أحد إلى خط نهايته بعد , فكلما تقدمت خطوة في خطوات عالمك الواقعي الذي تحيا فيه ستجد على الجهة الأخرى لعالمك الآخر تسجيل أحداث وذكريات ..
فتذكر : ذكرياتك هي رأس مال إنسانيتك , إن أصبحت خالياً منها وأصبحت بلا ماضي يُذكر أو تحتمي به عندما تشتد عليك مراحل حياتك ستجد نفسك كالتائه في صحراء الحياة بلا مأوى أو دليل .. فحافظ عليها وكن أميناً لها , فهي عالمك المميز .. عالمك الآخر .