بحكم مقامي في بلد اسكندنافي ولمدة تربو على التسعة أعوام ولأنني على احتكاك دائم ومباشر بواقع الجالية المسلمة من خلال عملي كإمام وخطيب ومشرف على مركز إسلامي فإنني أدق ناقوس الخطر فيما يخص مستقبل الأسر المسلمة المقيمة في بلاد الغرب عامة والسويد على وجه التحديد ..
فيكاد لا يخلو أسبوع أو أقل من ذلك حتى أتلقى مكالمة أو اثنتين على أقل تقدير يطلب فيها المتصل أو المتصلة مساعدة في إنهاء رابط الزوجية بينه وبين شريكه وفي إلحاح يظهر من خلاله مدى تأزم الوضع بين الزوجين وأن الأمور بينهما قد وصلت إلى طريق مسدود وحينها يلجؤون إلى المركز الإسلامي أو شيخ المسجد لإتمام اجراءات الطلاق ..
ولأن هذا الأمر بات ظاهرة متكررة يشكو منها غالبية الأئمة والدعاة والقائمين على شؤون المراكز الإسلامية هنا في السويد لزم دراسة هذه الظاهرة والأسباب الكامنة وراء هذا التساهل والاندفاع لفك عرى الميثاق الغليظ الذي وصفه الله في كتابه الكريم (وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) ..
أبرز هذه الأسباب ولاشك الانتقال من بيئة لبيئة مختلفة تماما شكلا وموضوعا ففي حين كان الزوجان في بلدهما الأصلي وتحت ضغظ المجتمع بتقاليده وأعرافه التي تنفر من الطلاق وتعده منقصة في حق الزوجين وهو في حق المرأة أشد وقعا وأنكى انتقل كلاهما لبيئة لاترى بأسا في أن يتخذ كلا الزوجين القرار الذي يراه مناسبا في شأن استمرار حياته مع شريكه أو نقضها ,,
ولأن المرأة في السويد تحظى باهتمام ورعاية خاصة بحكم القانون والأعراف السائدة التي تميل لنصرة الجانب الأضعف كفلسفة قائمة في الدول الاسكندنافية فإنها تشجع المرأة للاستقلال ماليا ونفسيا واجتماعيا الأمر الذي يدفع ببعض النساء الشرق أوسطيات على وجه التحديد وهي التي كانت تعاني مع زوجها في بلدها الأم أن تسارع للانفصال عن زوجها حتى ولو كان بينهما أولاد ذلك أن القانون السويدي في صفها وبمنحها امتيازات مالية ودعم معنوي ويبقى الأولاد في حضانتها بينما يبقى الزوج فريدا في ساحة غير متكافئة ولا يملك إلا الرضوخ والتسليم رغم أنفه !!
للحديث بقية
-
حازم حريريإعلامي ـ معد برامج تلفزيونية وإذاعية ـ مدرب تنمية بشرية