تشجيع أعمى
الحياة هي متعة اللحظ] وكذلك كرة القدم فجمالها وحلاوتها يبداء من ضربة البداية فالتمرير بظهر القدم من بين المدافعين لمن في الجهة المقابلة "ويااااه" على المقصية حتى لو كانت بعيده عن الخشبات الثلاث ولا ينافسها جماليه الا الرأسية بطريقة السباحة، وتزداد حلاوتها مع المراوغات الفردية فحركة فليب فلاب او المراوح ومن ثم التسديد بالزاوية العليا للمرمى ، والله الله على اللمسات السحرية و..و..الخ
أما ما أشاهده الآن من جماهير الغفلة فالمتعه بالنسبة للكثير منهم هي بعدد الكؤوس التي حصل عليها ناديه المفضل حتى لو كانت قبل أن يولد ! وبعدد المباريات التي إنتصر فيها فريقه على خصمه اللدود في زمن سحيق أغبر تحتاج أن تمتلك ذاكرة حديدية لكي تتذكرها ! وأنا هنا "احك" رأسي واتسآل أين المتعه ببضعة كيلوجرامات من النحاس تُزين مدخل النادي ؟! وأين الجمال بذكر مباريات انتصرتم بها قبل عقود مضت !؟ مالذي حدث مع هذا الجمهور يا ترى !؟ وكيف ساءت ذائقته الى هذه الدرجة؟! أحدثه عن مستوى فريقه الهزيل أثناء المباراة فيحدثني عن المباريات السابقة التي إنتصر بها على فريقي ! وبعدد الكؤوس التي حصل عليها فريقه وبأنها أكثر من كؤوسنا ! وكأنني أتحدث مع طفل .
ولا ينافس هذه الحماقة والغباء الا "المعايير" والألقاب فهناك فريق لا نراه خارج حدود الوطن إلا ما ندر ويُلقب بالعالمي ! بينما أكثر فريق شارك خارجيا يُنعت بالمحلي ! ونفس الفريق وبسبب لون شعاره الأزرق والأبيض يُنعت بـ"النيفيا" !؟ أرجوكم إشرحوا لي ما هو الشيء السيء بالنيفيا ؟! وفريق آخر يُنعت بالطحالب بسبب لون شعاره الأخضر ! والطحالب كما هي معروفه نباتات بحرية لها فوائد كثيرة ومنها نتأكد أن هذا الجمهور الكريم لا يفرق بين الشيء الجيد والسيء في الحياة !! وهذي مصيبة أخرى نسأل الله السلامة .