عشوراء احتفال الخرافة بالخرافة.
نشر في 14 أكتوبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
عشراء هو إحتفال خرافي خاص ببصمة مغربية محضة لم أسمع أن شعب آخر غير المغاربة قد احتفلو به ولا حتى في البلدان العربية ،فيه يحتفل جزء من الشعب المغربي بما يسمونه "بابا عاشور" يخيطون له اللباس من عباءة وسلهام و عمامة لرأس ويغطونه من كل الجوانب ويصنع بابا عاشور من عظام اقدام اضحية عيد الأضحى ثم يحمله الفتيات في توب عريض ويلفون به أرجاء كل الأزقة من بيت إلى بيت ليأخذوا المال أو كما يسمونه "حق بابا عاشور" وهم يرددون اغاني بابا عاشور المشهورة لدا كل المغاربة "قديدة قديدة ملوية على العواد وحق بابا عاشور جاء يصلي وداه الواد. ..." ويستمرون في ترديد هذه الأغاني وغيرها وهم يرتحلون من مكان إلى آخر لينتهي بهم المطاف إلى مكان بعيد حيث يدفنون بابا عاشور ويدفنو معه كل ما جمعوه من المال وأشياء أخرى من فواكه مجففة وغيرها ويستمرون في الرقص على أنغام بابا عاشور ويبكون وينذوب حظهم على موته وكأنهم عاشو معه وعرفوه بعدما أمضوا ليلة كاملة في الرقص والغناء يعودون إلى ديارهم تاركين العظام وحيداً تحت التراب . وكان الأطفال الصغار يشترون الالعاب الذكور منهم ينتقون المسدسات والسيارات البلاستيكية البوليسية وغيرها والإناث ينتقون في كل مناسبة عشراء دمى وأدوات مطبخ بلاستيكية وكنت أنا من هؤلاء الفتيات وكأننا نعلن بذالك عن قدرتنا في أن نكون زوجات مسؤلات وكنا نشتري الطبل والبندير و "التعريجة المغربية" التي لا تروج إلا في عشراء فتزيد مكانة في هذا الموسم الكبير لرقص والغناء. لا أحد يعرف من هو عاشور التي تستحضر ذكراه كلما أقبلت عاشوراء وكنا كلما سألنا أجدادنا عنه الفو لنا قصص غربية من خرافة كان يحكيها لهم أجدادهم وهم صغار.
عاشوراء بصمة مغربية بالامتياز بأجواءها تفرح أرواح الصغير والكبير حتى وإن لم يحتفل بها كل المغاربة إلا أن البعض لايمكن أن يترك هده المناسبة تمر بدون أن يتركو ذكرى جميلة لها في نفوس أبنائهم كما عودهم آبائهم،إلا أن كثيرا من المغاربة لا يعطون لهذه المناسبة أي إهتمام لنضج الفكري وكذا الثقافي لديهم فلا يهز فيهم بابا عاشور حنين للاحتفال به وتذكره. وبرغم من أن بابا عاشور هو مجرد خرافة تناقلها الشعب المغربي من أجداد أجداده إلا أنها تبقى مناسبة جميلة لتجديد الابتسامة المغربية وتشجيع الوفود السياحي للمغرب اد أن السائح الوافد ينظر إلى أجواء عاشوراء على أنها لوحة فنية ثراتية تزرع في النفس البشرية الشعور بالأمن والاستقرار.
بقلم:فدوى ملياني.
-
فدوى مليانيطالبة في كلية الاداب سلك الإجازة