جاء الاتفاق بين وزارة الخارجية العراقية ودائرة العلاقات الخارجية فى حكومة كردستان بتمثيل الإقليم ضمن الوفود العراقية االتى تشارك فى كل المؤتمرات الإقليمية والدولية ليكون بمثابة تحدى جديد تخوضه حكومة كردستان.
اتفاق أراه نجاحا جديدا لحكومة كردستان فى ظل استراتيجية الإنفتاح والتعايش التى يتبناها السيد نيجرفان بارزاني رئيس الإقليم، تلك الاستراتيجية التى جعلت من كردستان واحة للتأخى والمحبة بصورة ميزت الإقليم وشعبه عن الاحداث الطائفية والفتن المذهبية التى ابتُلى بها العراق خلال السنوات الماضية.
يضمن الإقليم من خلال هذا الإتفاق إزالة الحواجز، وتفنيد الشبهات، ورد الاتهامات التى فرضتها وصنعتها وروجت لها حكومة بغداد عن كردستان طيلة السنوات الماضية، فوفقا للإتفاق فان المؤتمرات والاجتماعات والمناسبات والنشاطات العالمية المستقبلية تكون المشاركة العراقية فيها بوفود موحدة من بغداد وأربيل.
وفقا للاتفاق سنري ممثلا لحكومة كردستان ضمن الوفد العراقي فى اجتماعات القمة العربية، ووزراء الخارجية العرب، وقمة المؤتمر الإسلامي،ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المؤتمرات الدولية التي تمثل المشاركة الكردية فيها حتى لو ضمن وفد العراق نقطة انطلاق جديدة فى العلاقات بين الإقليم ودول المنطقة وخاصة العربية الإسلامية منها التي قد يحمل البعض منها سوء فهم أو نظرة سلبية تجاه كردستان وشعبها.
يعزز الإتفاق العلاقة بين بغداد وأربيل تلك العلاقات التي تشهد تحسنا ملحوظا منذ تولى السيد نيجرفان رئاسة الإقليم والذى نجح فى إحداث طفرة بين الإقليم والحكومة الإتحادية فى ظل العلاقة الجيدة التي تربطه بالسيد عادل عبد المهدى رئيس الحكومة العراقية.
أعتقد أن الإتفاق سيكون بداية لتعاون أوسع، وعلاقة أعمق بين الإقليم وحكومة بغداد بما يسهل من حل الخلافات العالقة بين الطرفين، ويعزز من فرص تطبيق المادة 140 بما تمثله من انهاء للخلافات وتعزيز لقوة العراق و تجربة الفيدرالية بالبلاد.
أتمني أن يتم تعميم ذلك الإتفاق ليشمل وجود ممثل عن الإقليم بكل السفارات والقنصليات العراقية بالخارج، فضلا عن مكاتب التمثيل والملحقيات التجارية والثقافية والعسكرية وهو أمر إن تحقق فسيكون بداية لعراق جديد لا يعرف الطائفية أو التمييز القومي والعرقي ما يجعل من بغداد وأربيل يد واحدة دفاعا عن وحدة العراق وسيادته فى مواجهة الضغوط الخارجية والإقليمية.. فاللهم بلغنا ذلك اليوم ..
-
محسن عوض اللهكاتب صحفي متخصص بالشئون الكردية والتركية