المرحلة البائسة من حياتي أقتربت نهايتها ، من العجيب في هذه النقطة أنني أخاف هذه النهاية التي تليها ربما بداية بؤس آخر ، صحيح أنني لا أعلم ما الشيء الأكبر الذي ينتظرني لكن هذا النوع من البؤس تحديدًا انتهى ، في المرحلة القادمة سأمسك بصنارة صيد الفرص وأخيط لها جيبًا في جلدي ، بحيث تصبح معي اينما ذهبت.
لم أبوح ذات مرة بأن أشخاص ممن اعرفهم وكان لهم سلطة إذا صح القول ، بسببهم سُلِبَت مني قراراتي ، و النصف من أمنياتي ، التلميع بـ : كوني قوية أو صلبة أو مكافحة أو محاربة لا مكان له بين هذه الأحرف ، أنا أتكلم عن ماضٍ علقت فيه لفترة ليست بالقصيرة ، عن خوف من أقرب وأبشع الناس الذي أحببتهم أو بطريقة ما كانت لي صلة بهم ، أذكر أنني كنت في كل مرةٍ أضيقُ ، وهي مرات كانت روتينيّة ، أذهب إلى عهود ، أحببت إطالة الحديث معها ربما لأنها لا تعبّر لي عن مللها من إطالتي ، بالإضافة لـ ريّان الصديق الودود ، أحببت كذلك شخصيته الساكنة ، التي لا تشعرني بظلمتي أو ظلاميتي ايًا كان ، سمعت الله وهو يقول لي أنني جزء لا يتجزأ من هذه المعاناة ، فرضيت بها وصبرت ، وأدركت أنه يصقلني بذلك.
لا مزيد من جلد الذات ، لا مزيد من فقدان الثقة والشعور بالدونية ، لا مزيد من فكرة كوني استحق او لا استحق ، سأتجسّد بذاتي فحسب ، والتحدي الأكبر يكمن في محاولتي في جدولة القلق بطريقة عادلة ، وإختيار الوقت المناسب له ، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه ، بإضافة قليلٌ من التسامح وكثير من الدعاء.
-
نجّلاء .في كل مرةٍ أكتب، يُضيء مصباحًا بداخلي.