جائزة نوبل للآداب

تاريخها :

جائزة نوبل للآداب هي جائزة أكاديمية من قبل الأكاديمية السويدية ..ويرجع تاريخ هذه الجائزة التي عام 1901 .الخيط الأول الذي بناء عليه بدأ الإختيار الأول هو كما قال ألفريد نوبل مؤسس الجائزة "إنتاج أكثر الأعمال روعة لنزعة مثالية" وبناء عليه أيضاً فإن أول جائزة منحت لأديب كانت من أجل تنفيذ وصية ألفريد نوبل ,وتم منحها لـ سيلي برودوم عام 1901 وسبب فوزه بهذه الجائزة هو تقديراً لأشعاره التي تعكس مشاعر نبيلة مثالية وتعكس الكمال الفني وخليط ما بين القلب والعقل ,ومن هنا بدأت الأكاديمية في منح هذه الجائزة كل عام.

الجائزة :

الجائزة تكون عبارة عن ميدالية ذهبية عليها صورة ألفريد نوبل ودبلومة نوبل وهذا بالإضافة إلى 8-10 ملايين كرونور سويدي بما يعادل مليون ونصف دولار أمريكي.

إجرائات الترشيح :

فى كل عام ترسل الأكاديمية السويدية طلبات ترشيح للمنتخبين لجائزة نوبل للآداب .أعضاء في الأكاديمية ،أعضاء في أكاديميات الأدب والمجتمعات ، أساتذة في الأدب والألسن، أحد الحاصلين علي الجائزة سابقا ، ورؤساء منظمات الكُتاب يسمح لهم بأختيار المرشحين. الترشيح الذاتي غير مسموح به. وحوالى خمسون عرض يتم قبولهم من آلاف الطلبات المقدمة كل عام, هذه الأقتراحات يجب أن تتسلمها الآكاديمية بحلول الأول من فبراير. حيث يتم اختبار هذه الطلبات وخمسة فقط يتم قبولهم بحلول الصيف بعد فحص وأختبار لها من لجنة نوبل، الأشهر الاحقة تقضى في مراجعة الأعمال المؤهلة للانتخاب. في أكتوبر من ذلك العام أعضاء اللجنة يقوموا بالتصويت، والعضو الحاصل على أكثر من النصف يصنف بالحائز على جائزة نوبل, ويدعى لإلقاء محاضرة أثناء مراسم تقديم الجائزة في العاشر من ديسمبر من نفس العام ،في ستوكهولم وذلك في ذكرى رحيل نوبل.

أبرز الحاصلون على نوبل للآداب :

منذ حلول عام 1901 قامت الأكاديمية بمنح الجائزة للأدباء والشعراء فقد حاولت تكريم أكبر عدد ممكن من الثقافات في كل القارات وحتى الآن حصل 108 أدباء وشعراء على جائزة نوبل للآداب ألا أن هناك حتى الآن تحيزاً واضحاً لثقافات الغرب وبالأخص ((أوروبا – الولايات المتحدة الأمريكية)).

هنا سيتم عرض أبرز الحاصلون على نوبل للآداب :

1-سلمى لاغرلوف :

هي كاتبة روائية سويدية وتعتبر أول كاتبة حاصلة على نوبل للآداب ,نشرت روايتها الأولى "ملحمة غوستا برلنج" عام 1891 في سن الـ 33 ثم بعدها تفرّغت للأدب عام 1895 ونشرت عدة روايات منها "القدس" و"الروابط الغير مرئية" و " عجائب المسيح الدجال".

وفي عام 1909 قررت اللجنة الأكاديمية السويدية المشرفة على منح جوائز نوبل منحها الجائزة وذلك تقديراً لإبداعها في تصوير مشاعر النفس البشرية والخيال النابض بالحيوية والمثالية النبيلة التي تميز أعمالها.

تم إختيارها بعد فوزها بالجائزة بعضو بذات الأكاديمية عام 1914

2-جورج برنارد شو :

هو كاتب أيرلندي أول نجاحاته كانت في النقد الموسيقي والأدبي ولكنه إنتقل إلى المسرح , وألّف ما يزيد عن 60 مسرحية .

يعتبر برنارد شو هو أول من حصل على جائزة نوبل في الأدب وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو. قام بتأليف العديد من المسرحيات ومن هذه المسرحيات ما تم إخراجها في عواصم أوروبا وأمريكا ومن ضمن هذه المسرحيات مسرحية "بيوت الأرامل" و " الإنسان وسوبر مان" و "سيدتي الجميلة" .

في عام 1925 إختارته أكاديمية نوبل للحصول على جائزة نوبل للآداب وذلك عن مسرحيته "سيدتي الجميلة" ولكنه رفض هذه الجائزة وقرر التبرع بقيمتها وقال حينئذ "إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر" .

حصل على جائزة الأوسكار لأحسن سيناريو عن "سيناريو بيجماليون" عام 1938.

من الجدير بالذكر أن أقول إن برنارد شو كان من المتسامحين مع جميع الأديان وكان كاتباً ساخراً ...

3-توماس ستيرنز إليوت :

هو شاعر ومسرحي وناقد أدبي ,كتب عدة قصائد من ضمنها "الرجل الجوف" و "أربعة الرماد" و"الرباعيات الأربعة" ومن ضمن مسرحياته "حفلة كوكتيل".

يعتبر من أشهر الشعراء البريطانيين المعاصريين ..ومن أشهر قصائده على الإطلاق "Waste Land" فهي تعبر عن خيبة أمل الجيل بعد الحرب العالمية الأولى.

إختارته أكاديمية نوبل عام 1948 منحه جائزتها للآداب وذلك عن مجمل أعماله وذلك لمساهماته الشعرية .

كما أن أليوت كان ناقداً أدبياً فله العديد من كتب النقد الأدبي الشعري المسرحي.

4-غابرييل غارسيا ماركيز

هو كاتب روائي وصحفي وناشط سياسي كولمبي ,عاش معظم حياته في المكسيك وأوروبا ..معظم أعماله الروائية تصنف تحت بند "الواقعية السحرية" ويظهر هذا في أعماله مثل "الحب في زمن الكوليرا" عام 1985 .

تعتبر "مائة عام من العزلة" التي كتبها عام 1967 من أشهر رواياتها وبيع منها أكثر من 10 ملايين نسخة .

له العديد والعديد من الروايات والقصص مثل "حكاية موت معلن" و "أثنا عشرة قصة مهاجرة" و"خريف البطريرك".

في عام 1982 تم حصوله على جائزة نوبل للآداب وذلك تقديراً لرواياته وقصصه القصيرة التي إستطاعت الجمع بين الواقعية والخيال.

5-نجيب محفوظ

هو كاتب مصري عربي ,بدأ الكتابة الأدبية عام 1938 حيث المجموعة القصصية "همس الجنون" ومن هنا توالت أعماله فكتب "عبث الأقدار" و "رادوبيس" و"كفاح طيبة" تلك الأعمال التي تندرج تحت مسمى الروايات التاريخية .

بعد ذلك سعى إلى كتابة أعمال أدبية مثل "القاهرة الجديدة" و"زقاق المدق" ثم بدأ في كتابة الثلاثية المشهورة له عام 1956 و1957 "بين القصرين" "قصر الشوق" "السكرية" .كتب رواية "أولاد حارتنا" عام 1967 وهذه الرواية كانت مصدراً لجدال بين علماء الأزهر حيث قالوا إن محفوظ جسد الله وأنبيائه في أشخاص هذه الرواية ..وتعرض للإغتيال عدة مرات وكلها بائت بالفشل.

في عام 1988 منحته الأكاديمية جائزة نوبل للآداب وذلك لعدة عوامل منها نبوغه وظهور موهبته الفذّة بعد الثلاثية ,والتطبيع مع إسرائيل ,والأعمال والقصص التي تتسم بالواقعية.

إستمر محفوظ في الكتابة إلى عام 2004 حيث أخر مجموعة قصصية له بعنوان "أحلام فترة النقاهة".

6-باتريك موديانو :

روائي فرنسي ألف أكثر من 20 رواية وكانت روايته الأولى "ميدان النجم" وهو في الثالثة والعشرين عام 1968 وله عدة روايات أدبية منها "دائرة الليل" عام 1969 و"شباب" 1981 و"شهر العسل" 1990.

إختارته الأكاديمية مؤخراً للحصول على جائزة نوبل للآداب عام 2014 وذلك عن "فن الذاكرة" الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصياناً على الفهم وكشف عالم الإحتلال.

خاتمة :

جائزة نوبل عموماً ترجع إلى ألفريد نوبل ذلك الرجل الذي قرر أن يخترع شيئاً يفيد الناس فإخترع الديناميت ولكنّه فوجيء بإستخدام إختراعه في الحروب والتدمير فقرر أن يكفر عن ذنبه بإنشاء أكاديمية بإسمه لتمنح كل من أنجز إنجازاً في مجال ما جائزة تقديرية وتشجيعية..

هنا كانت نوبل..

ومنها جاء التقدير الأدبي.

هيثم ممتاز