هي الحرب الكل خاسر فيها
نحن لا نَشمت بأحد ولا نتمنى مكروه لأي إنسان، وكل دمعة في عيونكم تشبه دموع أمهات الشهداء في وطني، لا فرق بيننا باستثناء أن أمهاتنا لهن رصيد لا بأس به في بَنك فَقد الأحبة والأبناء في حروب هي من صنيع حكوماتكم، أما ملامح الخوف في وجوهكم هي ذاتها ملامح الخوف والرعب في وجوه أطفالنا تحت القصف، لا فرق، باستثناء أن ملامحنا عربية وبشرتنا حنطية، فلا شعرنا أشقر ولا عيوننا زرقاء، أما منظر رحيلكم فإنه لا يوجع أكثر من نكبتنا التي تتكرر وتتكرر وتنحفر في ذاكرتنا وتسكن في قلوبنا وجعا يلازمنا، وعندما ترتسم في أذهاننا هذه اللوحة بوجعها وألمها نتذكر جيدا أن حكوماتكم هي التي جعلت أراضينا ساحة قتال دفعنا فيها أغلى ما يملك الإنسان، الروح والسعادة، والمستقبل، والحياة الإنسانية، جاء دوركم لتكن أراضيكم هي ساحة المعركة ولتستمر لتحرق قلوبكم، مثلما تفحمت قلوبنا حتى أصبحنا كالدمى، نشاهد نتوجع ننسى ونمشي على عجل بل على ألم،
لكل إنسان من شرور أفعاله نصيب.
في حفظ الله ورعايته فلسطين، سوريا، لبنان، العراق ، اليمن