لا ينبغي الخوض في تحديد بواعث الاعتداءات الصهيونية الشرسة،والناسفة ضد فلسطين وأبنائها العزل المغلوبين على أمورهم،فمهما يكن من أمر،فإن هذا التدخل العدواني الضاري يدل مرة أخرى على بطش الصهاينة و ظلمهم،وعدم مراعاتهم لكافة المواثيق الدولية،والقيم الإنسانية المنادية باحترام حقوق الإنسان،ومعالجة النزاعات والخلافات المحلية والدولية بطرق سلمية وديبلوماسية.ولا يمكن والحالة هذه،إلا توجيه الشجب الصارخ،شديد اللهجة إلى هيئة الأمم المتحدة ومجلسها الأمني على التواطؤ الضمني مع الكيان الصهيوني،والتغاضي عما يلاقيه أهل فلسطين من تقتيل وتعذيب.
وما يدعو إلى الاستغراب أكثر،أن المجاهدين المسلمين عبر العالم،يتحمسون للمشاركة في حرب الصراعات والخلافات العربية الداخلية،بينما يحجمون عن تكليف أنفسهم مسؤولية المضي إلى فلسطين لحمايتها من الاعتداءات الصهيونية الآثمة،و دفع عمليات التنكيل عن أبنائها الصامدين...مما يطرح أكثر من سؤال حول دوافع الجهاد الإسلامي في الوقت الراهن،والاعتقاد بأنه لا يهدف في الواقع إلى نصرة الإسلام والمسلمين الواقعين تحت الظلم والغبن والإعتداء،بقدر ما يرمي إلى تعميق التوترات العربية الإسلامية،وتكريس أزمة التمزق والشتات التي تعصف بدول العالم العربي الإسلامي،خدمة لمصالح الكيان الصهيوني،ومناصريه على وجه الكرة الأرضية،كما خطط لذلك زعيم الفكر الصهيوني،ومبدع التيار العالمي الإمبريالي المفكر الشيطان الداهية " تيودور هرتزل "...