قصيدة غزل من طروادة... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قصيدة غزل من طروادة...

  نشر في 05 شتنبر 2019 .

على ضفاف نهر السين ،كان المكان هادئا إلى حد الريبة ،ريح من بقايا الصيف الهندي كانت تخترق صمت المكان الا من قهقهات بعض المسنين بالطاولة المجاورة في مقهى على ناصية الفراغ او هكذا خيل لي ،لم تمضي دقائق كثيرة على وصولي ،ليفاجئني بقدومه لم يتغير كثيرا على اخر لقاء كان بيننا لسنوات الا من بعض خصلات الشيب التي بدت بارزة ،لم نستغرق في الوقت كثيرا حتى وجدنا انفسنا منهمكين في شتى الاحاديث،الى ان لمحت ظرفا فوق الطاولة فثار فضولي و سألته ،ما انت فاعل بهذا الظرف ؟

هو : يالك من فضولي ،حسبت ان تغيرك هذه السنوات لتكف عن السؤال هنا وهناك،ببساطة انها قصيدة غزل ،لم تكتمل و لم تبلغ مرادها او ربما هي قصة انتهت قبل ان تبتدأ.

انا : و ما انت فاعل بها اذن؟

هو: سأرسلها إلى الغياب ،ربما يقودها لبر ما او ربما يهوي بها في يم يذيب كل كلماتي على غرار سابقاتها ،او ربما تقودها الرياح الى صحراء تنثر فيها فحواها لتضمه الرمال.

انا : اقرأها لي ان اردت ؟

هو : ماكر انت ! انها خاطرة لاغير.

انا : لا يهم اقرأها.

فتح الظرف ،وبدأ في القراءة :

ربما نسي الاقدمون ذكر شيء من الجمال ،وربما لم يكتب كل الشعراء اجمل قصائد الغزل،وربما بين هذا وذاك انا المحظوظ والسىء الحظ في ذات الآن؛محظوظ لارى من لم يرها الاقدمون ولم يكتب عنها الشعراء ، وسيء الحظ لاني اعلم يقينا ان النجوم هناك عاليا في الكون خلقت لتأسر لب الناظر فلم اسمع يوما عن ناظر سرق نجمة ،هي كذلك نجمة تنير المكان كله ،هي لاتدرك هذا وربما كل الذي اقوله في نظرها ترهات شاعر او فتى ،و ان اعجبها فربما كما قال درويش يعجبُها مجازُك أَنتَ شاعرُهاوهذا كُلُّ ما في الأَمر.

و ان يكن لا ادري اين انا من هذا كله ؟عابر على باب الذكرى والصدفة،كريح منسي في الخريف ،او شجرة فوق التل المهجور او ربما كشاهد قبر لاعلاقة له بموت او حياة ،هكذا نحن الرجال وا ن بدونا غير ذلك ندعي الصمود امام نسائم الانثى ونغتر اننا لا نقع حتى تأتي ريح لاصوت ولاشكل لها تهز اركان كل الحواجز التي وضعناها و ترمينا هناك هناك وسط المبهم نسائل فيه انفسنا في اليوم الف مرة ، كيف ؟ ولم ؟ اي عقل هذا الذي يرفض العبث وتسكنه صورة الشيماء ،من اي ريح انت ومن اي ارض غير ارضنا اتيت ؟ هنا منطقي المعتل فقد كل السطوة و القوة و في كل مرة يقول اصمت يارجل ،اجدني مبادرا لاكلمها حتى وان بدت تفاهة سؤالي واضحة للرضع فكياني كله قبل السؤال ملك للسؤال.

لا ادري ان كان لي غذ هنا او اني مضيت في الغياب كغيري ممن سلكوا دربها و اي درب ! ،لا اريد لهذه النسمة ان تمضي  ،كما قال درويش كزهر اللوز او ابعد ..

انا : اتمم !

هو: لا داعي لذلك صدقني ،لقد صدقت لمرة ويبدو اني مضيت في الغياب قبل ان تبلغ خاطرتي عنوانها .

انا : لم لا تكتب قصائد غزل اخرى؟

هو: القصيدة و الكلمات لم تعد مهمة ،فقدري طروادي ،ليس لان عنوانه هزيمة لكنه متمرد كلما مضى لا يمضي ،انه قدر الطروادي ان يحمل الواقع والغياب في يد واحدة وربما لان القلب في غالب الاوقات من يكتب مطوعا ملكة العقل قسرا ,ففي نهاية المطاف القلب كطروادة يهزمه شيء من المجهول مهما علت حصونه.

وقف بهدوء ورمى الظرف في النهر وقال لي : نصيحتي اليك قد قالها درويش ذات مرة، وانت في طريقك للبحث عن حياة لا تنس ان تعيش !


  • 3

   نشر في 05 شتنبر 2019 .

التعليقات

اية منذ 5 سنة
راقت لي تلك القصيدة
لك ارق تحياتي
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا